الرئيسية 8 حقيبة بوسعادة السعيدة 8 شخصيات من بلادي 8 عبد القادر طالب بن شبيرة والذين معه :…رجال المدينة

عبد القادر طالب بن شبيرة والذين معه :…رجال المدينة

عرفت المرحوم عبد القادر طالب بن شبيرة في بداية الثمانينات، كنت شابا يافعا في أول العشرين من العمر، وكان رحمه الله أنذاك رفقة المرحوم خالد محمودي وعلي مقيطيف شفاه الله من أعمدة رياضة الجيدو بمدينة بوسعادة ، كما كان مدرّبا بارعا في رياضة العصا المستوحاة من تراثنا الشعبي، وكان محمد بن سالم من رفاق لقاءاتنا وجلساتنا الاخوية الحميمة ..

كان سي عبد القادر يحلم بأن يتم اعتماد رياضة العصا كرياضة قتالية رسمية ، كما كان مهتما بالرياضات الذهنية الشعبية كألعاب السيق ، الحد ، الخربقة وغيرها ، ويسعى للتعريف بها رفقة علي مقيطيف ، ولم لا اعتمادها ضمن المسابقات المحلية من طرف مديريات الشباب والرياضة والثقافة ..

فتح سي عبد القادر رحمه الله مداركي على عالم المخطوطات ، فقد كان مولعا بها ، ساع لاقتنائها ، وهو الذي كان يخطط لفتح متحف صغير في بيته يعرّف بتاريخ بوسعادة و موروثها الثقافي والحضاري ..

وكان قد بدأ مشروعه من خلال اقتناء كل ما وصل إليه بامكانياته ، وقد رافقته بسعادة بالغة في جولات الى ضواحي بوسعادة للبحث عن المستحثّات وبعض آثار بني هلال في المنطقة ، والمتمثلة في حجارة منحوتة على شكل رؤوس رماح و سهام وغيرها …وكان قد جمع منها الكثير في بيته ..

لم يكن رفقة خالد محمودي وعلي مقيطيف يملكون المال ، لكنه ملكوا حبّ مدينة امتلكتهم و سكنت وجدانهم ، وامتلكوا همّة عالية جعلتهم لا يهدأون في طلب أحلامهم و أمانيهم ..كانت أحلامهم تفوق امكانياتهم ، في مدينة لا يفهم مسؤولوها آنذاك لغة أمثال سي عبد القادر وسي علي مقيطيف والمرحوم خالد محمودي …لغة الاخلاص و الصدق و تفضيل المصلحة العامة على الخاصة .
درت بوسعادة طلبا للرزق ، وتركت سي عبد القادر ورفاقه يناضلون من أجل ما آمنوا به وسخروا له حياتهم ، هم الزاهدون النافضُون يدهم من بهرج الحياة .

ولم يكتب لي أن ألتقي به مجددا، ولم أسمع بمرضه ، حتى بلغني نعيُه وأنا موظف في إذاعة المسيلة ..
.
.
رحل سي عبد القادر طالب بعد ان أنهكه المرض و أعياه ، وكم آلمني أن لا أجد له صورا تعرّف به في النت ، وهو الذي كان مدرسة رياضية و سياحية ..
و لحق به المدرّب القدير خالد محمودي في رحيل مفاجيء ..
وهاهو رفيقهم علي مقيطيف يعاني المرض وقلّة ذات اليد …
.
ألا يستحق سي عبد القادر وسي خالد محمودي تكريما يليق بهما، وبما قدّماه للمدينة .
ألا يستحقان أن تسمى عليهما مؤسسات رياضية او شبابية ، و يطلق اسمهما على نوادي رياضي .

أم أننا سرعان ما ننسى …ولا نلتفت ..وأن قدر من يضحّون من أجلنا أن يواجهوا بالجحود والنكران ..

رحم الله سي عبد القادر طالب وسي خالد محمودي، و أسكنهما فسيح جناته ، وشفى الله أخانا علي مقيطيف الذي يستحقّ من الخيّرين لفتة اليه ..

عبد الكريم البوسعادى

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: