الرئيسية 8 حقيبة بوسعادة السعيدة 8 بوسعادة السعيدة 8 حقيقة منحدر فَڤْـنَرْ (Rampe Wagner) في زمن الاستعمار ببوسعادة

حقيقة منحدر فَڤْـنَرْ (Rampe Wagner) في زمن الاستعمار ببوسعادة

لِأوّلِ وَهْلَة، هذهِ سيّارةٌ مخصصة لِنقل المسافرين و البضائع قد وصلت إلى بوسعادة. و هي تسير باتجاه محطة الوصول (إنْ كانت هناك محطة في ذلك الوقت). لكن ما الذي أتى بها من حَدْرة الموامين التي كانت تسمى رسميا منحدر فَڤْـنَرْ (Rampe Wagner)، في زمن الاستعمار؟ أهي قادمة من جهة بسكرة؟

قد نَظنُ أنّ حدرة الموامين تُخرِّجُ في طريق بسكرة، في ذلك الوقت. لكن هذا غير صحيح. في تلك الفترة، لم يَكن جسر طريق بسكرة مبنيٌّ بعدُ. بل كان الخروج من بوسعادة باتجاه الجزائر يتم بواسطة هذه الحدرة. إذْ، في منعطف الحدرة، نجد على اليمين قبة سيدي عطية و جامع الموامين، و على اليسار طريق الجزائر الذي يُحَاذي الڤـاعة، المسماة حاليا و رسميّا حي 19 جوان. أمّا الـتوّجُهُ نحو بسكرة، فكان يتم عن طريق العوينات فطاحونة فِريرو (moulin Ferrero) ثُمَّ الواد من الجهة الفوڤانية المحاذية لجبل كردادة. نعم، كانت من هناك طريق بسكرة.

و بخصوص الطريق المعروفة حاليا و التي تتجه من موضع الطواف (rond-point) بوسط المدينة نحو محطة البنزين (حطاب)، فكانت غير موجودة. كان يوجد في أسفل برج الساعة مرتفع يمتدُ مكانَ الطريق الواصل بين دورة برج الساعة و دورة البريد الحالي. كان الدخول إلى وسط بوسعادة يتم من جهة الكنيسة (جامع المَرَبُّـو) ثم ما نسميه حاليا قهوة العمراوي.

و بالرجوع إلى هذه السيارة التي تسير بقوّة الخيل و إلى المسافات التي تقطعها في اليوم، أسُوقُ إليكم ما كَتَـبَهُ رُبَار دُرِي (Robert Doré) في مقالٍ يتحدث فيه عن الرّسّام أَرْمُن ابْوَانَ (Armand Point). و هذا إذن ما كتبهُ: “ابتداءً من 1894، على أبعد تقديرٍ، عَمَلَ ابوان أيضا في واحة بوسعادة التي تقع على بعد 250 كلم من الجزائر. و لِقطع مسافة 135 كلم من الطريق غير المعبّد بين أومـال (سور الغزلان) و بوسعادة، وَجبَ ركوب سيارة تسير بسبعة (7)خيولٍ و تَحْمِلُ خمسة مسافرين فقط. أمَّا السفر، فـيدوم 22 ساعة”. (هذه ترجمة للنص الفرنسي الأصلي).

Himam Tar‏ 

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: