مجاهد فـذ، وصنديد من صناديد المنطقة الثالثة المعروفين ..ولد سي عبد الجبار سنة 1930 بوادي الشعير دائرة بن سرور، في عائلة متوسطة الحال ، نشأ وترعرع في بيئة ريفية تعمل في الفلاحة وخدمة الأرض ،حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم ،وتحمل مسؤولية الأسرة يافعا لم يتجاوز العاشرة من العمر ،وعند اندلاع الثورة التحريرية التحق بصفوف جيش التحرير بالمنطقة الثالثة الولاية السادسة وتقلد عدة مسؤوليات أثناء الثورة ، وتدرج في الرتب والمراتب والمسؤوليات حتى وصل إلى رتبة ضابط جيش التحرير “ملازم أول”.. تميز المجاهد عبد الجبار بالشجاعة والجسارة والإقدام ،وامتلك عبقرية نادرة في تنظيم المعارك والتخطيط لها وخوضها والانتصار فيها،وقد شارك وقاد معارك وعمليات كثيرة ضارية ضد العدو الفرنسي الغاشم وحليفه جيش الخائن بلونيس ،
وكان قادة الجيش الفرنسي يعرفون جيدا من هو عبد الجبار بن المداني ،لذلك فقد كانوا يترصدون له بهدف قتله وتصفيته ،ورصدوا من أجل ذلك مكافآت مالية سخية لمن يأتيهم به حيا أو ميتا،وعندما خاب سعيهم في الإمساك به حكموا عليه بالإعدام غيابيا في محاكمات عسكرية شكلية مضحكة مراتعديدة ، وكان في كل مرة هو من يضحك ساخرا متهكما من تلك الأحكام التي تُذكّر بقول الشاعر العربي
( زعَم الفرزدقُ أن سيقتل مِربعا ** فابشر بطول سلامة يا مِربعُ – وقد كُتبت له السلامة و البقاء حيا حتى تحررت البلاد واندحر الاستعمار الفرنسي نهائيا من ارض الجزائر ،وخدمها في عدة مواقع حتى وافاه الأجل رحمه الله – كانت أمنية المجاهد عبد الجبار أن يكون أول من يدخل بوسعادة بعد الاستقلال وينزل العلم الفرنسي ويرفع العلم الجزائري من على مبنى دائرة بوسعادة ،وقد تحقق له ما أراد حيث كانت كتيبته هي أول من دخل بوسعادة في جويلية 1962، وكان له ولبعض رفاقه شرف رفع علم الجزائر وإنزال علم العدو الفرنسي بحضور وإشراف الرائد الطاهر لعجال قائد المنطقة وقتها. وبعد الاستقلال الوطني استمر المجاهد عبد الجبار في أداء دوره النضالي وواجبه الوطني في مؤسسات الدولة الجزائرية المستقلة ،حيث تقلد عدة مسؤوليات منها: مسؤول في حزب جبهة التحرير الوطني ،ومسؤول قسمة المجاهدين بكل من بوسعادة ،عين الملح ،بن سرور وغيرها،
كما استمر عضوا في المنظمة الوطنية للمجاهدين ممثلا لولاية المسيلة حتى وافاه الأجل رحمه الله. وقد سُجلت له عدة حصص صحفية مكتوبة ومتلفزة بالمؤسسات الإعلامية، والمتحف الوطني للمجاهد وغيره. أحيل على التقاعد سنة 1986 ،وبقي يعمل مناضلا ومسؤولا في حزب جبهة التحرير ومنظمة المجاهدين إلى آخر رمق في حياته، وحتى حين أرادت السلطة الاستغناء عن “جبهة التحرير” وخلق بديل لها هو “التجمع الوطني الديمقراطي” رفض عبد الجبار ذلك بشدة وهاجم الانتهازيين و الانتفاعيين، وظل متمسكا بجبهة التحرير حتى لقي ربه بوم 04 مارس 2009 ودفن بمدينة بوسعادة وشيع جثمانه حشدٌ مهيب من رفاقه وذويه وأصدقائه. ومن أهم المعارك التي كان له شرف قيادتها أو المشاركة فيها: معركة الميمونة 08أفريل 1957 بقيادة الرويني السعدي وعلي مهيري. معركة الميمونة في 25نوفمبر 1957 ضد جيش بلونيس ،
وأصيب فيها بجروح . معركة جبل الزرقة: في 05 فيفري 1957 . معركة الزعفرانية الأولى “معركة المقر” 31 ديسمبر 1957 . معركة جبل اللبة 1 جانفي 1959 . معركة الهامل 3 جويلية 1959 . معركة عين البل سبتمبر 1959 . معركة تاعضميت 1959 . معركة الجلفة جوان 1960 . معركة بوسعادة ديسمبر 1960 . معركة النسافة بوديرين في 23 نوفمبر 1960 التي أصيب فيها بجروح . الزعفرانية10 جانفي 1961 . صبع اليامون عين الملح30 سبتمبر 1961 . معركة ثنية الدلالة نوفمبر 1961 . معركة الكرمة و جريبيع 17/18 سبتمبر 1961 بوكحيل دامت 48ساعة . معركة النسينيسة في ديسمبر 1961
كما شارك في عدة عمليات منها هدم قنطرة “بوشون” قــرب بوسعادة رفقة المجاهد علي برباش ،و قاد هجوما خاطفا في 08 أوت 1957 على فوج من جيش بلونيس في الحمراء بنواحي وادي الشعير ،تم فيه إعدام خمسة من الخونة وأخذ سلاحهم… عبد الحميد عباسي ملاحظة/ للموضوع مصادر ومراجع وشهادات.