التسمية الاستعمارية التي أرتبط اسمها بثعلب الصحراء وقائد الفيلق الألماني بشمال افريقية الماريشال إرفين رومل Erwin Rommel….
لاروكاد La rocade حسب قانون المرور الفرنسي هي المحول الذي ينجز خارج المدن أو على حوافها، اذ يسمح بانسيابية حركة المركبات والشاحنات بعيدا عن وسط المدينة التي تحدد فيها السرعة بأقل من 50 كلم/سا بينما تزيد السرعة في المحول La rocade الى غاية 110 كلم/سا…
أرتبط انجاز طريق لاروكاد La rocade بفترة الحرب العالمية الثانية عندما زحفت القوات الألمانية بقيادة الماريشال إرفين رومل Erwin Rommel على الجنوب التونسي انطلاقا من الأراضي الليبيبة المحتلة من قبل قوات ايطاليا الحليفة، فسارعت قوات الحلف الأطلسي الى تنقيذ عمليات الانزال العسكري بموانئ الجزائر بدء من 08 نوفمبر 1942م سميت بعملية الشعلة كما أستعانت قوات الناتو N.A.T.O أو الحلف الأطلسي بالأسرى لانجاز طريق لاروكاد يسمح بالنقل الأمن للقوات البرّية انطلاقا من الأراضي المغربية وصولا للأراضي التونسية للانقضاض غربا على القوات الألمانية الزاحفة بقيادة الماريشال الألماني ارفين رومل بينما تتولى القوات البريطانية المهمة شرقا، وقد تكفل الأسرى الألمان والايطاليين les prisonniers بمهمة انجاز طريق لاروكاد الى جانب الاستعانة بالعمال المحليين من الجزائريين المعروفين تاريخيا بكسارين الحجر بل مازال واحد من أحياء مدينة المسيلة يحمل تسمية الكونكاسور…
شكل طريق لاروكاد شريان الحياة حيث نشأت العديد من التجمعات السكانية ما لبثت أن تحولت الى مدن كبيرة ومقر بلديات ودوائر وأحياء شعبية حملت التسمية نفسها مع استبدال الدال تاء مثل الحيّ الشعبي لاروكات بمدينة المسيلة الذي يحصي أكثر من 35 ألف نسمة أو يزيدون وهم أخلاط هلالييين من قبائل الأثبج وزغبة ورياح على غرار المطارفة والسوامع والمعاضيد وأولاد دهيم وأولاد ماضي وأولاد عدي وأولاد نجاع وأولاد أعمر والزوي وأهل المسيلة وغيرهم….
يتقاطع الحيّ الشعبي-لاروكاد- أو لاروكات مع الكثير من الأحياء الأخرى مثل الجعافرة وجنان الكبير وقرفالة ورمادة وبوحناح وسيدي عمارة حيث كانت تنتشر البساتين ومزارع الحبوب الواسعة بدليل الصورة الأولى التي تبرز قنوات نقل المياه من سدّ القصب(البراج) المنجزة من قبل شركة السكومة الفرنسية في اطار المشروع الاقتصادي الفرنسي المعروف اعلاميا بمشروع قسنطينة Plan de Constantine الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول في 04 أكتوبر 1958م كمحاولة منه لاستمالة الشعب الجزائري واقراغ الثورة من بعدها الشعبي والتعبوي….
يشهد طريق لاروكاد اختناقا مروريا عند الصباح وفي المساء عند الخروج خاصة ساعات الذروة رغم استحداث المحول الذي يتجه الى قلب مدينة المسيلة عبر مستشفى الزهراوي فضلا عن غياب المرافق العمومية مثل العيادة متعددة الخدمات ومكتب البريد والملاعب الجوارية ماعدا الملاعب الترابية التي هي في الأصل أراضي فلاحية ملك لأصحابها وحدائق الترفيه والتسلية ودور الشباب على الرغم أنّها خزان الذي أمدّ المجالس المحلية بمقر الولاية بالعديد من المنتخبين المحليين من بينهما 03 رؤساء بلديات ورئيس المجلس الشعبي الولائي ونائب في المجلس الشعبي الوطني غير أنّ دار لقمان بقيت على حالها….
لاروكاد هي المكان الأوسع حيث لا بداية ولا نهاية للطريق الذي جمع خلق كثير على الاسترزاق وطلب لقمة العيش….
صح فطور الجميع…..
عبد المالك زغبة