الكولونيل
هذه الشخصية الفرنسية ارتبط اسمها باحتلال بوسعادة، عمل متطوعا في الجيش الفرنسي سنة 1832م وتدرج في المناصب القيادية العسكرية ليصبح ضابطا، حلّ بمدينة بوسعادة بفرقته العسكرية في نوفمبر 1849م انطلاقا من مجانة، وساهم في فك الحصار الذي ضربه الثّوار بقيادة محمد بن شبيرة على الوحدة العسكرية المتمركزة ببوسعادة بقيادة الكولونيل” دي بارال “، فتمكن من التغلب عليهم بعد مقاومة شرسة، استعملت فيها القوات الفرنسية المدفعية الثقيلة. وتاريخ هذا الرجل يدل على دمويته وطبعه الشرس، فكانت السلطات الفرنسية تعتمد عليه في إخماد الثورات التي نشبت في التل والصحراء.
فنجده بتاريخ 11 ديسمبر 1852يشارك في قمع ثورة أولاد طعبة، وهي قبيلة نائلية، يؤكد ذلك المترجم الفرنسي ( كلود الان Caude-Alain ) سنة 1853 فيقول : ( العام الماضي ـ أي سنة 1852 ـ فرقة من أولاد نائل تسمى أولاد طعبة قرب مسعد ثارت و تعرضت للقمع من طرف العقيد بآن ) .
وفي السنة نفسها يشرف على قيادة الطابور العسكري إلى ناحية الاغواط، والمكون من ثلاث سرايا للفيلق الثالث بإفريقيا، وعددهم ثلاثمائة رجل، ومفرزة من القناصة للأهالي بقسنطينة، ومائة وخمسة وعشرون فارسا نظاميا، و يحدثنا بنفسه في رسائله عمّا وقع من مآسي أثناء غزو مدينة الأغواط ، فيقول: «كانت المجزرة فظيعة، أصبحت الخيم التي يسكنها الأجانب في ساحة المدينة وفي الأزقة والمنازل تغص بالجثث، إنّ الإحصائيات التي أقيمت بعد الاستيلاء على المدينة وحسب استعلامات استقيناها من مصادر موثوق بها، أكدت أن عدد القتلى من النساء والأطفال 2300 قتيلا، أما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر، لسبب بسيط هو أن جنودنا كانوا يهجمون على المنازل ويقتلون كل من وجدوه بلا شفقة ولا رحمة »، كما شارك في إخماد ثورة الحضنة التي قادها محمد بوخنتاش المسيلي سنة 1860م، حيث زحف بفيلقه المؤلّف من القناصة والصباحية الرماة، انطلاقا من بوسعادة باتجاه الحضنة، والتحم جيشه بقوات أخرى قادمة من سطيف بقيادة الجنرال (نيم دومارست)، وفي هذه المعركة انهزم الثوار، وقد أوغل الفرنسيون كعادتهم في قتل الناس وتشريدهم وتخريب ممتلكاتهم.
محمد بسكر