الرئيسية 8 الاخبار والمقالات 8 اخبار ثقافية وعلمية 8 نبذة تعريفية بكتاب الإفادة بما علم من أخبار بوسعادة. دراسة وتحقيق: محمد بسكر

نبذة تعريفية بكتاب الإفادة بما علم من أخبار بوسعادة. دراسة وتحقيق: محمد بسكر

يندرج موضوع هذا التأليف ضمن البحوث الأنثروبولوجية التي تهتم بدراسة تركيبة سكانية معينة من حيث أصولها وأنسابها وعاداتها. ودراسة الجذور التاريخية تكتسي أهمية كبيرة، من حيث إبراز المقومات الحضارية التي نشأ عليها المجتمع الجزائري، إضافة إلى الوقوف على الهيكلية السكانية القبلية التي تقوم عليها جلّ المناطق الجزائرية. والمعطيات المستخلصة من أمثال هذه البحوث تكشفُ عن حقائق تاريخية يتضح من خلالها الانسجام الذي حدث عبر التاريخ بين العروش والقبائل، بسبب المصاهرة والانتساب والمجاورة.
وسياق موضوع هذا الكتاب، يدخل ضمن الإطار الذي أشرنا إليه، فهو يسجل محطات من تاريخ مدينة بوسعادة، من حيث نشأتها، وأصول مشيّديها وفروعهم، وتركيبة الأسر الأولى التي أقامت بها، وعلى أساسها توسعت، وأهم الأحياء العتيقة التي ظهرت فيها عبر مراحل تطورها.
التعريف بالمؤلف.
– هو الشّيخ محمّد بن الزروق بن أبي حفص بن محمّد بن أحمد بن خليفة بن ثامر الأحمدي.
– ولد بحيّ أولاد أحميدة بمدينة بوسعادة، في ربيع الأول سنة 1881م، أخذ علوم الأولى بكتّاب الحي، فحفظ قدرا يسيرا من القرآن الكريم، ثم انتسب إلى المعهد القاسمي بزاوية الهامل سنة 1896م، الذي كانت تديره السيّدة زينب ابنة الشّيخ محمد بن أبي القاسم، فأكمل تحصيله العلمي في الفقه والتفسير والحديث. ثم سافر إلى مصر فالتحق بالأزهر الشريف، وأقام برواق المغاربة، فجالس شيوخ الأزهر وحضر دروسهم، فأخذ دروسا في النحو على يد الشّيخ علي الزنكلوني، والفقه على الشّيخ محمد السقا ، وحضر دروسا في الحديث للشّيخ محمود خطاب السبكي، وعلم التوحيد للشّيخ محمّد الرّفاعي.
مؤلفاته:
1: الإفادة بما علم من أخبار بوسعادة.
2: إرشاد الحائر إلى ما علم من أحوال بوسعادة وأخبار سيّدي ثامر.
3: السير على الأقدام إلى بيت الله الحرام
4: مجموع خطب منبرية
5: تقييد صغير في العقيدة.
6: رسائل وتقاييد في الفقه، وقصائد شعرية.
وفاته: توفي رحمه الله يوم 18 جانفي سنة 1956م.
محتوى الكتاب وأقسامه.
قسم المؤلف عمله إلى ثلاثة أقسام، واستهله بعد الحمدلة، بمقدمة تمهيدية تعجب فيها من إعراض أهل بلده عن كتابة تاريخ مدينتهم، رغم أنه لا يوجد جيل من أجيالها إلاّ وفيه علماء وأدباء، وهذا دافع إقباله على كتابة التقييد.
أما الأقسام الثلاثة فجاءت كالآتي:
• بوسعادة في العهد القديم: تناول فيه الحديث عن تاريخ المنطقة في العهدين الروماني والأمازيغي.
1: كانت مستعمرة رومانية، قبل أن تكون مدينة؛ لأن الحد الروماني كان (( مارا بجنوب أوراس وشاطئ وادي جدي ثمّ يصعد شمالا فيمر بوسط جبال الزّاب، ويقطع وادي شعير حيث القاهرة، ويمر بناحية بوسعادة)).
2: أمّا في العهد البربري فإنها تعرضت للخراب كغيرها من المدن التي خربتها الكاهنة الزناتية صاحبة جبل أوراس، ثم استقرت بها قبيلة من قبائل البربر تسمى (بني برزال)، وهي التي كانت متحصنة في قلعة جبل السالّات، وتسيطر على جميع القرى والضواحي التي حوله .
• بوسعادة في العهد العربي: أما في العهد الإسلامي فهو ينقل عن الأستاذ أحمد توفيق من كتابه تاريخ الجزائر أنّها كانت قطعة من بلاد الدولة الأغلبية الإسلامية المؤسسة سنة 186هـ /797م، وأنها كانت تسمى (بفادة). وفي سنة 444هـ، وفدت عليها قبائل بنو هلال وبنو سليم، منهم: ( البدارنة) من قبائل عوف، وأسسوا حولها عدّة مداشر، ومنهم: بنو مُطرف، والمحاميد، والسحاري، وأولاد ميمون، وأولاد ماضي وغيرهم.
• في القسم الثالث من كتابه: تحدث فيه عن تأسيس مدينة بوسعادة ( سنة 800هـ) على يد الشيخين: سليمان بن ربيعة البوزيدي، والشّيخ سيّدي ثامر، وهو أحد أمراء دولة بني زيان، لينتهي به الحديث إلى توسع أحياء المدينة بعد ثلاثة قرون من تأسيسها، وتركيبة الأسر والعائلات الأولى التي ساهمت في نشأتها.

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: