الرئيسية 8 الاخبار والمقالات 8 اخبار النوادي والجمعيات 8 جمعية الارشاد ببوسعادة تنظم ملتقى الشيخ أحمد القاسمي الداعية الذي لاينسى»

جمعية الارشاد ببوسعادة تنظم ملتقى الشيخ أحمد القاسمي الداعية الذي لاينسى»

احتضنت قاعة المعهد الوطني للفندقة والسياحة بمدينة بوسعادة يوم السبت 27 ذو الحجة 1444 هجرية الموافق ل 15 جويلية 2023 ميلادية، فعاليات الملتقى الوطني «الشيخ أحمد القاسمي الحسني، الداعية الذي لاينسى» من تنظيم المكتب البلدي لجمعية الاصلاح والإرشاد ببوسعادة، بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاة هذا الداعية الرمز والشيخ الجليل الذي عمت حسناته وبذرات الخير التي غسمها أرجاء هذه المنطقة العامرة، وكذا أنوار العلم التي ساهم في بثها في نفوس الساكنة والأمة جمعاء.

وشارك في الملتقى مجموعة من الدعاة والعلماء من بينهم الشيخ الدكتور أحمد المدني بوساق، الوزير السابق الدكتور عبد القادر سماري، والشيخ الفقيه لخضر لقدي، والأستاذة الداعية فطيمة بوهالي، كما كان للحضور تنوع خاص جمع فيه أحباب الداعية ورفقاء دربه في الدعوة إلى الله من بينهم الشيخ العربي بتقة والأستاذ المسعود دالي، والدكتور جرار ناصر»أستاذ جامعة سطيف» والدكتور مسعود بومعزة مؤسس معهد الأندلس بمدينة ستراسبورغ بفرنسا، وعن عائلة الشيخ فكانت ممثلة بالأستاذ فؤاد القاسمي الحسني والحاج محمد يحي حرزلي، وشارك الشيخ حمزة لعرابي والأستاذ محمد براح بقصيدتين وفاء للشيخ وخصاله.
وعن فصول اللقاء الذي دام اربع ساعات فقد تناول فيه المحاضرون محطات بارزة من حياة الشيخ الثرية والمتنوعة أجمعت في عمومها على استذكار هذه المآثر، والترحم على صاحبها والدعاء له بما ينفعه عند ربه سبحانه، وتخللت فصول الملتقى مقطوعات إنشادية، وترانيم طيبة صدحت بها حناجر الشباب الكريم: الأستاذ المنشد محمد هواري، والأستاذ المنشد محمد بن كروش.
وخلال هذا الملتقى تم عرض فيديو إعلامي قامت بإعداده الطالبة إيناس أوهيبة، كرسالة علمية نالت بها درجة الماستر في قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة المسيلة، وتم أيضا تكريم الأساتذة الذين توفروا على إصدار منتوجات علمية رصدت جهود الشيخ وعرفت به: الدكتور نجيب بن خيرة والأستاذ مسعود بسكر عن كتابهما: (الشيخ أحمد حافظ القاسمي، فارس المنابر وكافل الأيتام)، والأستاذان احمد محمد عزوز، وأحمد محمد لجدل عن كتابهما: (منطلقات في الدعوة والتربية).
وكرم المشرفون على الملتقى الاساتذة المحاضرين وعائلة الشيخ ممثلة في زوجته «الحاجة نجية مقراني، ونجله الشاب مصطفى القاسمي»


أحمد القاسمي الحسني في ذكراه الثالثة
(الشيخ لخضر لقدي)
تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة لوفاة حبيب القلب ورفيق الدرب الشيخ أحمد القاسمي الحسني رحمه الله وطيب ثراه.
عرفته ونحن شباب ودامت الرفقة ما يزيد عن أربعين سنة إلى أن أصبحنا شيوخا فما رأيته إلا باسما منشرحا لا يعرف تبرما بالحياة ولا يتسرب إلى قلبه يأس ولا قنوط، أسعد الناس بكلامه الطيب، وربت على أكتاف اليتامى ومسح دموع الأرامل والثكالى، وعاش صوتا للحق ونصيرا للضعفاء.
مساء 27 جويلية هاتفني أخ طيب طبيب من فرنسا يخبرني أن الروح الطاهرة غادرت الجسد وأن البراءة لم تعد في هذه الدنيا وعيناه تذرفان ولسانه يردد: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».
لحظتها انهمرت العبرات وأظلمت الدنيا وغابت الكلمات وضاق الحال وسرح الخيال، وحارت الكلمة، فتمثَّلت قول البارودي رحمه الله:
وَرَدَ الْبَرِيدُ بِغَيْرِ ما أَمَّلْتُهُ  تَعِسَ الْبَرِيدُ وشَاهَ وَجْهُ الْحَادِي
فَسَقَطْتُ مَغْشِيَّاً عَلَيَّ كَأَنَّمَا   نَهَشَتْ صَمِيمَ الْقَلْبِ حَيَّةُ وَادِي.
كان قدره رحمه الله أن يسلم الروح إلى بارئها في فرنسا وأن يدفع ضريبة الجهد فلم يمت حتف أنفه موت القاعدين ولم يتعلق بالدنيا تعلق التافهين.
عندما تخرجت من الجامعة سنة 1980 والتحقت بالعمل في الثانوية تعرفت بالتزامن على رجلين فاضلين:
أولها والد أحمد «الحاج مصطفي القاسمي الحسني» وكان زميلا في العمل عملت معه عشر سنوات وهو شيخ أفنى عمره مشرفا على الطلبة في المعهد القاسمي بالهامل مشرفا على الطلبة ثم تحول للعمل في ثانوية الديسي ببوسعادة وكان رجلا مجربا حكيما حليما رحيما صقلته التجارب وعلمته السنون وكان يعلم صلتي بفلذة كبده فيوصيني به خيرا.
أما الرجل الثاني فهو الحبيب أحمد القاسمي الحسني وكان شابا قد تحصل على الباكالوريا ويوشك أن يلتحق بالجامعة في هذا الخريف.
نشأ مثل أترابه وأبناء جيله في بيئة عامة محافظة وحظي ببيئة خاصة فهو سليل أسرة علم وتربية جده لأبيه كان مؤسسا وعضوا في مكتب جمعية العلماء، وجده لأمه هو الشيخ الثامن لزاوية الهامل.
نشأ في حي الهضبة وبه مسجد بلحطاب كان بعض الأساتذة من الأزهر الشريف يقدمون فيه دروس وعظ وإرشاد ولعله تأثر بالمواعظ التي كان يلقيها الأستاذ عبد الباري، ثم زادت صلته بقراءة ودراسة كتاب أبي حامد الغزالي «إحياء علوم الدين» وهو موسوعة متكاملة في علوم الشريعة وفي التربية والتصوف، وقد بدا تأثر الشاب بهذه الموسوعة وظهر على سلوكه ومواعظه التي بدأ يلقيها في مسجد الحي.
وقد قيل «من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء» وانتقد الكتاب لإيراده أحاديث موضوعة أو شديدة الضعف، وقد قيض الله الحافظ العراقي ليميز صحيحها من سقيمها.
وقد استدرك الشاب هذا الجانب بقراءة كتب أخرى.
أما الرافد الثالث فهو دراسته النظامية التي أخذت منحى علميا فزادت في صقل شخصيته وتنمية مهاراته وتغذية أساليبه في التواصل، ومما زاده نضجا وتفتحا وتألقا مشاورته للعلماء والعاملين في الحقل الإسلامي.
كل هذه العامل وغيرها أثمرت شخصية علمية فذة ،وواعظا مؤثرا وداعية ناجحا كان له أثر كبير في التعليم والوعظ والإرشاد والعمل الخيري والاجتماعي. صال وجال في مدينته وولايته وامتد عمله إلى الجوامع والجامعات في ربوع الوطن وخارجه.
كان حييا سخيا وفيا ناصحا باذلا همته عالية يترفع على سفاسف الأمور وتسمو مطالبه إلى المعالي، لم يضعف أمام الباطل ولم يتوان في خدمة الحق.
ولما أنهكه المرض سافر للعلاج في فرنسا حتى وافته المنية صابرا مستسلما رحمة الله تغشاك أخي وسلام الله عليك يوم يلقاك.

  
الشيخ أحمد القاسمي الداعيّة الذي لا يُنسى… (الأخضر بن الطاهر )
جزيل الشكر والامتنان لإخواني فرسان جمعية الإرشاد والإصلاح ببوسعادة على الجهد الذي قدّموه في ملتقى الشيخ أحمد القاسمي الداعيّة الذي لا يُنسى، وأخصّ بالذكر الأستاذ طارق سديد، والشكر موصولٌ أيضًا للأساتذة الأفاضل الذين نشّطوا الملتقى، الشيخ أحمد بوساق، والأستاذ لخضر لقدي، والدكتور عبدالقادر صمّاري والشّاعران محمّد برّاح وحمزة لعرابي، والأختين الفاضلتين فاطمة بوهالي، وحرم الشيخ الحاجة نجيّة مقراني فجزاهم الله جميعا خير الجزاء.
وأذكر بهذه المناسبة مراسلة طريفة وقعت بيني وبين الشيخ أحمد القاسمي وهو في آخر أيامه في المستشفى، فكتب إليّ يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز سي الحاج لخضر مساء النور عساك بخير إن شاء الله أنت وسائر أفراد الأسرة الكريمة، لقد خرجت من المستشفى للمرة الثالثة في هذين الأسبوعين وقد أخذ الألم منحى تصاعديا والله المستعان رجاء لا تنسني من صالح دعائك. البارحة رأيت رؤيا لم أفهم معناها وأبعادها أنا دائما في دعائي أسأل الله تعالى منزلة قريبة من سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله ففي ليلة البارحة رأيت الصديق رضي الله واقفا أمامي وقال لي: إذا أحببت أن أتنازل لك عن منزلتي فيكون ذلك على شرط أن تعطيني أنت درجتك! ثم استيقظت من النوم مباشرة و فرحت بها كثيرا. حفظك الله سيدي بما حفظ به الذكر الحكيم و بما يحفظ به عباده الصالحين فكان جوابي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. في البداية أسأل الله لك شفاءً تاماً. لا يغادر في بدنك سقما ولا ألما إلا أزاله ومسح أثره بقدرة الرحمن الرحيم ولطفه وفضله.. وفي الأثر لا يبزغ الفجر الا بعد أحلك ظلمة في الليل. فعسى أن يكون فجر الشفاء قد لا حت أنواره. ويقيننا في الله عميق..
أمّا رؤياك الطيّبة وأنت تتبادل مقام أبي بكر الصّديق بدرجتك. فهذا يعني أنك ان لم تماثله في الدرجة فأنت قريب منه في المنزلة وتحاكيه في المقام.. فبشراك وأنعم بها من بشرى. ورؤياك للصديق تعني أن القدر إدّخرك لأعمال جليلة، أو لك أعمالٌ ترفع قدرك الى مرتبة الصديقية».
ومن الإيمان ما يرتفع بصاحبه إلى مقام الصدّيقيّة، قال تعالى: «والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصدّيقون..» .
فقد كان الشيخُ نموذجا في الصبر على البلاء، والرّضا بمرِّ القضاء، والتّسليم الكامل لربّ الأرض والسّماء. فأسعفه بالرؤى والمبشرات سلوى له وتأنيسًا لروحه، وتثبيتاً لفؤاده على مقامات الصّديقيّة ومراتب اليقين.

فرحم الله شيخنا برحمته الواسعة وألحقنا به في الصّالحين.
في ذكرى رحيل فارس المنابر وكافل الأيتام (الأستاذ: المسعود بسكر)
بمناسبة عقد ملتقى: الشيخ أحمدالقاسمي الحسني، بعنوان: (الداعية الذي لا ينسى)، بقاعة معهد الفندقة والسياحة ببوسعادة، تحت الرعاية السامية للمكتب البلدي لجمعية الإرشاد والإصلاح ببوسعادة ‏بحضور فضيلة العلامة الشيخ الدكتور أحمد المدني بوساق حفظه الله، وسماحة الوزير والدكتور عبد القادر سماري، والشيخ لخضر لقدي، والشيخ الإمام والشاعر لعرابي حمزة والأستاذ الشاعر محمد براح، والأستاذة فاطمة بوهالي والاستاذ المجاهد محمد حرزلي والاستاذ فؤاد القاسمي افتتح الملتقى بأيات من الذكر الحكيم تلاها على مسامعنا المقرىء تيطراوي عبد الرحمان وبعدها تم القيام للإستماع النشيد الوطني وبعدهما القى كل من الدكتورين الاخ طارق سديد وعبد القادر لوعيل الكلمات الترحيبية بالضيوف الشيوخ والأساتذة والجمهور ومباشرة ‏تناول الشيوخ والاساتذة الحضور مناقب ومآثر المرحوم الفقيد الشيح احمد الحسني القاسمي نثرا وشعرا بالتفصيل فكانت باقة من الأزهار الجميلة التى تركها المرحوم رحم الله روحه الطاهرة تخلل هذه المداخلات اناشيد اطربنا بها المنشدان البارعان الاخ هواري محمد والاخ بن كروش محمد.
‏ ‏كما تم عرض فيديو عن حياة المرحوم قامت بإعداده الطالبة إيناس أوهيبة ‏وتم أيضا تكريم الأساتذة والدكاترة الذين خلدوا ذكرى المرحوم فكان لي الشرف ان اكون من بينهم من خلال الإصدار الذى اعددته رفقة الدكتور نجيب بن خيرة حفظه الله ورعاه بعنوان: (الشيخ أحمد حافظ القاسمي، فارس المنابر وكافل الأيتام)وقد تشرفت بتسلم التكريم من طرف فضيلة الدكتور العلامة احمد المدني بوساق، كما تم تكريم الأستاذين احمد محمد عزوز، وأحمد محمد لجدل عن كتابهما: (منطلقات في الدعوة والتربية)..من طرف الفقيه الاستاذ لخضر لقدي.
كما تم تكريم زوجة الشيخ: الحاجة نجية مقراني رفقة نجلها الشاب الوديع مصطفى وقد ألح عليها القائمون على الملتقى بإلقاء الكلمة الختامية فامتثلت مرغمة ذكرت فيها البعد الوجداني والإنساني فى زوجها المرحوم الذى كان مثالا للحب والوفاء والرحمة والأدب الرفيع ألقت كلمتها بحزن وحشرجة مع انقطاعات متكررة تئن فيها أنينا أبكى الكثير من الحضور نسأل الله ان يربط على قلبها ويرزقها الصبر والسلوان ويمتعها بأولادها ولا ننسى ان وراء كل رجل عظيم إمرأة فكانت رفيقة دربه لأكثر من 35 سنة فى المجال الدعوي لفئة النساء ولقد قال لها فى يوم من الأيام انت الزوجته الثانية بعد الزوجة الأولى وهى الدعوة إلى الله ولا شك انك سوف تحبينها وتعشقينها وتخدمينها وانا لا اطلب منك أن تكوني فاطمة الزهراء لأني لست عليا كرم الله وجهه وها هو قد رحل جسد الشيخ وبقي أثره والأثر الطيب الذى تركه هو بمثابة عمر إضافي له وها نحن نثني عليه وندعوا له ونذكره بخير.
أتقدم بالشكر والإمتنان لفرسان جمعية الارشاد والإصلاح. التى هي منارة للفكر والإبداع ولم الشمل ببوسعادة والشكر أيضا موصول للجميع مع تمنياتي لكم بالخير والسعادة والنحاح والتألق أمين امين اخوكم ومحبكم المسعود بسكر.

ملتقى الحب و الوفاء:
(الأستاذ: مداني حديبي)
قال الرباني يحي بن معاذ : ” إن العبد على قدر حبه لمولاه يُحبِّبه إلى خلقه، وعلى قدر توقيره لأمره يُوَقِّره خلقه ، وعلى قدر التشاغل منه بأمره يشغل به خلقه، وعلى قدر سكون قلبه على وعده يطيب له عيشه، وعلى قدر إدامته لطاعته يُحلِّيها في صدره، وعلى قدر لهجه بذكره يديم ألطاف بره، وعلى قدر استيحاشه من خلقه يؤنسه بعطائه، فلو لم يكن لابن آدم الثواب على عمله إلا ما عُجِّل له في دنياه لكان كثيرا “
لعل سر الأسرار في جاذبية الشيخ أحمد القاسمي هو الربانية الواعية و الأخلاق العالية و الهمة السابقة و الصبر العجيب و القلب الطيب الرقيق و خدمة اليتامى و الأرامل و جبر الخواطر .. و هو ما أجمع عليه كل المتدخلين من دعاة و علماء وشعراء في ملتقى جمعية الارشاد حول الشيخ أحمد..أمير الدعاة..تحت شعار :داعية لا ينسى..و الملتقى كان ناجحا متألقا ..تنظيما و إقبالا و حضورا.. ذلك لأن الشيخ القاسمي جمع ما تفرق في غيره، فجمع الناس حيا و ميتا.. فهو: دمعة الصوفي المتحقق…
و حدس الإصلاحي المتعمق ..
وإشراقة الأديب المتدفق..
وحرارة الأديب المتألق..
ورقة الذواق المتأنق…
و قدرة الصلاح الحاسمة..
و حركة أصداء الورع ..
و انعكاس الاختيار الذاتي.
و التنوير قبل التعبير..
و هو فارس منبر لا يشق له غبار، يحرص على التحضير الهادئ المتأني المتجدد الذي يجمع بين الأصالة و المعاصرة و العلمية و الغيبية و الروح و المادة و التجرد و الأسباب.. أما خطبة جمعته فآية في البلاغة و القوة و الفصاحة و البيان و البديع و المعاني..
و الشيخ يحمل قلبا طاهرا عذبا رقيقا سليما فسيحا لا يضيق بالمذنبين و المقصرين ..بل كان شعاره:
لا تنظروا إلى ذنوب العباد كأنكم أرباب، و انظروا إلى عبيدكم كأنكم عبيد، فالناس مبتلى و معافى ..فارحموا أهل البلاء.

تقرير : ياسين مبروكي/

About Author