منعزلا عن الناس في واقع الحياة ، يخلو بوضياف إلى نفسه ، إلى جهازه المتصل بالانترنت ، ليقضي وقته باحثا في مواقع الارشيف عبر العالم عن كل ما له علاقة ببوسعادة .
.
كان يمكن له وهو المتقاعد من الإدارة أن يتفرغ لتجارة ، لحرفة أخرى يزيد بها دخله ، أن ينشغل بالبولتيك ، أن يجلس في مقهى مقابل البلدية ويمارس الإعلام ( الجواري) بالطريقة المحلية ، وينشر الاخبار التي تصل مسمعه.
.
كما كان يمكنه أن يستمتع بتقاعده ، متفرغا للتحواس أو الراحة ، مستنشقا نسمات الحرية ..
.
لكن هناك فرق بين من يسكن بوسعادة ، و بين من تسكنه بوسعادة ، وبوضياف هو من الفئة الثانية المسكونة بحب المدينة ، لذلك فهو يضحي بالكثير من وقته وجهده للعثور على صورة أو فيديو أو معلومة تخص المدينة ..بل و ينجز في الكثير من الأحيان فيديوهات ترويجية لجمال المدينة و ضواحيها ..
.
واشهد أنه سبق الجميع في اكتشاف الكثير من الدُرر الفنية ( صور . لوحات. معلومات )، وشخصيا لطالما لجأت إليه ليمدني بما أحتاجه ، فأجده خدوما ، ملبيا …وهو المحب المحترم لجهود الآخرين .
.
بوضياف مثال لمن يشعل شمعة تبدد بعض الظلام بدلا من البقاء في العتمة و لعنها ..مثال لمن يمارس حبّه ووفاءه فعلا لا قولا .. ومثال للزاهد في الشهرة و الاضواء والمجالس ..
.
ولا غرابة في ذلك ، فهو حفيد الولي سي بضياف الذي يعتبر بمثابة ( مجذوب بوسعادة) والذي ما زالت أقواله و حكمه و تنبؤاته تتردد على كل الألسنة ..
.
شكرا عميقا لك بوضياف على كل ما تفعله من أجل المدينة و توثيق تاريخها و تراثها .
.
عبد الكريم قذيفة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.