الرئيسية 8 الاخبار والمقالات 8 اخبار ثقافية وعلمية 8 دور جمعية العلماء في نشر العلم وبناء المعهد الإسلامي ثانوبة أبي مزراق المقراني حاليا

دور جمعية العلماء في نشر العلم وبناء المعهد الإسلامي ثانوبة أبي مزراق المقراني حاليا

كان لنا اليوم الثلاثاء 23 أفريل 2024 مداخلة بقاعة المحاضرات بثانوية أبي مزراق المقراني ببوسعادة بحضور إدارة الثانوية وجمع من أساتذتها وتلاميذها.
تناولت المداخلة دور الجمعية في نشر العلم ودورها في بناء (المعهد الإسلامي سابقا) ثانوبة أبي مزراق المقراني حاليا ببوسعادة
وقد ظهر في القرن التاسع عشر في العالم الإسلامي حركات إحياء أدبية واجتماعية وسياسية وإسلامية وتحررية، جاءت أغلبها كرد فعل على ظاهرتي التخلف والاستعمار والسيطرة الأجنبية المفروضة, وفي هذا الإطار جاءت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهي جمعية إسلامية جزائرية أسسها مجموعة من العلماء الجزائريين بعد تشاور خلال النصف الأول من القرن العشرين, وأعلن عن ميلادها بعد احتفال المستعمر بالسانطونير: احتفال فرنسا بمرور مائة سنة على احتلال الجزائر.
وتشمل أهداف الجمعية التّعليم والتربية. وتطهير الإسلام من البدع والخرافات التي علقت به. وإيقاد شعلة الحماسة في القلوب بعد أن بذل الاحتلال جهده في إطفائها حتى تنهار مقاومة الجزائريّين. وإحياء الثقافة العربية ونشرها بعد أن عمل المستعمر على وأدها. والمحافظة على الشخصية الجزائرية بمقوماتها الحضارية والدينية والتاريخية، ومقاومة سياسة الاحتلال الرامية إلى القضاء عليها.
وقد اعتمدت الجمعية ثلاثة مبادئ في التربية والتعليم:
1- قول الإمام مالك «لَا يَصْلُحُ آَخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَا بِمَا صَلُحَ بِهِ أَوَّلُهَا».
2- لا حياة إلاّ بالعلم، وإنما العلم بالتعلم، فلن يكون عالماً إلاّ من كان متعلماً، كما لن يصلح معلماً إلاّ من قد كان متعلماً.
3- صلاح التعليم أساس الإصلاح: لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم .. فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون. فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.
ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم. …ولن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته .
كما عملت على بناء المدارس والمعاهد في ربوع الوطن حيث وصل عدد مدارسها إلى أكثر من 400مدرسة بالإضافة إلى كثير من المعاهد.
أما علاقة جمعية العلماء ببوسعادة فيمكن تلخيصها فيما يلي:
أولا: زيارة ابن باديس إلى بوسعادة مرتين :
زيارته سنة1932 : لرأب الصدع بين الإصلاحيين والطرقيين وشرح أهداف الجمعية وصلى بالناس إماما في مسجد أولاد احميدة وألقى فيه درسا.
الثانية سنة1938 بمناسبة إقامة الشيخ زروق حفلا لتخرج دفعة من طلابه.
كما زار الشيخ مبارك الميلي بوسعادة مرشدا وواعظا وموجها وجامعا للاشتراكات والعطيات دعما للجمعية .
ثانيا:-احتفاء علماء الجمعية برسام المدينة المسلم نصرالدين ديني. (1861-1929) ألفونس إيتيان ديني الرسام التشكيلي الفرنسي الذي تعلق قلبه ببوسعادة …فاستقر بها سنة 1905 وأسلم فيها سنة1913 ، وتُوج مساره بتأليف “حياة محمد” و”الحياة العربية” و”الشرق في نظر الغرب” و”خضراء أولاد نايل” (تزوج خضرة النايلية) و”محمد رسول الله”.
وخصّ بسعادة ا بأكثر من 139 لوحة تشكيلية تصوّر جمالها وبيوتاتها وناسها.
وترك وصية مؤثرة كتبها في فندق الواحات بالعاصمة، إلى صديقه وحبيبه سليمان بن إبراهيم الميزابي،يوصيه فيها بدفنه ببوسعادة على الطريقة الإسلامية موضحا أنه أسلم طواعية وعن قناعة تامة ” يجب أن تشيع جنازتي طبقا للتعاليم الإسلامية ، لأنني إعتـنقت الإسلام بكل إخلاص منذ عدة سنوات ، و كرست كل منجزاتي و مجهوداتي لتمجيد الإسلام يجب أن تدفن جثتي في المقبرة الإسلامية لمدينة بوسعادة التي أنجزت فيها القسم الأعظم من لوحاتي.
• إذا كانت و فاتي في بلاد أخرى فيجب أن تعاد جثتي إلى بوسعادة و تكون تكاليف النقل من تركتي.
• و إذا وافاني الأجل في باريس ، و لم يتواجد أي مسلم لإقامة صلاة الجنازة فإن جنازتي يجب أن تكون مدنية فقط ريثما تشيع جنازتي حسب التعاليم الإسلامية في بوسعادة.
*-توفي بباريس ونقل جثمانه إلى بوسعادة وحضر جنازته من رجال الجمعية محمد الأمين العمودي الكاتب والصحفي أول أمين عام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين (1891-1957)
-وأحمد توفيق المدني: المؤرخ والمناضل المحنك الذي جمع بين العمل السياسي والإنتاج الثقافي
– والطيب العقبي. أحد أركان الإصلاح في الجزائر
-كما حضرها مفتي العاصمة عبد الحليم بن سماية وشيخ زاوية الهامل رحم الله الجميع.
رابعا: كان للجمعية أنصار ومحبون كثر في هذه المدينة ,وكان يرأس شعبتها التي تشرف على المنطقة الشيخ نعيم النعيمي (1909-1973م) وكان يلقي دروسا في مساجد اولا احميدة والزقم في رمضان المعظم ويطوف بالقرى والمداشر المجاورة وله مشاركة طيبة جدا في ثورة التحرير.
خامسا: أسس اول فوج للكشافة وهو فوج الفضيلة ببوسعادة وكان ينشط في مقر الجمعية بمبادرة من مجموعة من أبناء المدينة من بينهم الشهيد عبد القادر حميدة رحمه الله.
سادسا: كانت ثانوية أبي مزراق نبتة طيبة وثمرة يانعة غرستها جمعية العلماء في مدينة بوسعادة
وفي بوسعادة جاءت فكرة إنشاء معهد يحاكي معهد ابن باديس في قسنطينة وتشكلت لأجل ذلك لجنة إدارية سنة 1952 جمعت الأموال لأجل بناء المعهد من أبناء المدينة، وكان ممن شجع عليها الشيخ عيم النعيمي وكان على رأسها الأستاذ عيسى بسكر.الأديب واللمثقف والإداري والسياسي الكبير. وعندما أسس المعهد كان أول مدير له.
 الشيخ لخضر لقدى
 بوسعادة انفو

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: