توفي يوم أمس الأديب والشاعر الأمريكي ذو الأصول الجزائرية، جلول مربروك Djelloul Marbrook (من عائلة شهابة من أولاد أحمد بن يحيى بعين الملح )، عن عمر ناهز 90 عامًا، مخلفًا وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا وحياة مفعمة بالإبداع الثقافي والتنوع الفكري. وُلد مربروك عام 1934 في الجزائر في مدينة بوسعادة، ينتمي والده إلى قبيلة أولاد نائل، في حين كانت والدته رسامة أمريكية. نشأ بين ثقافتين متباينتين، مما انعكس بوضوح على إبداعاته الأدبية والفنية.
التعليم والمهنة
انتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة، حيث عاش طفولته متنقلاً بين بروكلين ومانهاتن في نيويورك. أكمل دراسته الثانوية هناك، قبل أن يلتحق بجامعة كولومبيا المرموقة. بعد تخرجه، التحق بالبحرية الأمريكية ليخدم بلده الجديد قبل أن يبدأ مشواره المهني الطويل في مجال الصحافة. عمل كمراسل ومحرر في عدة صحف أمريكية بارزة، منها The Providence Journal وElmira Star-Gazette وBaltimore Sun وWinston-Salem Journal and Sentinel.
الإبداع الأدبي
عرف مربروك بإبداعاته الأدبية التي تنوعت بين الشعر والروايات القصيرة والمقالات. من أشهر أعماله المنشورة رواياته القصيرة ذئب المراعي ، وغرفة أليس ميللر، وساراسينو. الملائكة الغواصون، وحشود من واحد.
كتب مربروك أيضًا سلسلة من القصص القصيرة بعنوان لك بعد حين (Later For You). وظهرت قصائده ومقالاته وقصصه القصيرة في العديد من المجلات الأدبية، مما عزز حضوره الأدبي داخل الولايات المتحدة وخارجها.
إعادة اكتشاف الجذور
كان للدكتورة الباحثة البوسعادية بركاهم فرحاتي، مديرة متحف ناصر الدين ديني سابقًا، دور محوري في تعريف جلول مربروك بجذوره الجزائرية العربية. ساهمت هذه العلاقة في توسيع وعيه الثقافي، الأمر الذي انعكس على كتاباته التي جمعت بين عمق التراث الجزائري والروح الأدبية الغربية.
إرثه الثقافي
في سنواته الأخيرة، شغل مربروك منصب رئيس تحرير النسخة الإنجليزية من مجلة Arabesques الأدبية والثقافية، حيث عمل على تعزيز التبادل الثقافي والأدبي بين الشرق والغرب. تظل أعماله شاهدة على موهبته الفذة وقدرته على استلهام جذوره الثقافية والإنسانية لإنتاج أدب يعبر الحدود واللغات.
برحيل جلول مربروك، يفقد الأدب العالمي صوتًا استثنائيًا، لكن أعماله تبقى خالدة لتروي قصة رجل جمع بين حضارتين وأبدع أدبًا يعكس هذه الثنائية الثقافية الفريدة.
السعيد النعمي