شهيد في الربيع ال” 20 ” من العمر . . . .فخر بوسعادة وعرش اولاد عامر وآل حديبي . . بطل في ريعان الشباب . .عندما جاءت رسالة التعزية ( البلاغ الرسمي ) من طرف جبهة التحرير الوطني الجزائري الولاية السادسة مقرونة بجيش التحرير الوطني الجزائري اركان حرب بامضاء القائد البطل العقيد ( الصاغ الثاني محمد شعبـــــــــاني – عن مجلس الولاية ) يبلغ الاسرة الكريمة باستشهاد الشاب ( محمد حديبي ) وقال . .سلاما وتحية وبعد – . .نعي الينا نبأ سقوط الاخ . .محمد حديبي في ميدان الشرف والجهاد على اثر المعركة الواقعة في سنة 1958 بالمكان المسمى ( الحدود )وقد كان استشهاد الاخ المذكور وقع كبير في نفوسنا . – ( حسب الوثيقة الصادرة بتاريخ 04-10-1962 عن مجلس الولاية السادسة بامضاء العقيد محمد شعباني وما ادراك ما العقيد محمد شعباني كان هو التأكيد الرسمي والاعتراف القانوني ( الثوري ) باستشهاد البطل ( محمد ) بعيدا عن اهله واخوانه . . .هو اصيل عرش اولاد عامر حيث ولد في عام 1938 بمنطقة مسيف وجبال ( محارقة ) الشماء حيث عاش طفولته وتلقى التعليم في الكتاتيب من اجل حفظ القران ثم باشر حياته القصيرة في الاعمال الحرة البسيطة حت وصل الى سن ال 19 سنة وكانت الثورة الجزائرية المباركة في أوج قوتها وحيويتها وبما ان منطقة ( محارقة ) كانت عرينا للمجاهدين الاشاوس كان للشاب اتصالات عديدة معهم وجنّدوه في نقل الغذاء والدواء والاتصال بالاخوة المجاهدين حتى قرر وهو الفتى الغر الشاب ان يحمل السلاح وينخرط رسميا في صفوف الثوار دفاعا عن الارض والعرض وشرف الجزائر الطاهرة في سنة 1957 حيث خاض عدة معارك ( صغيرة ) في منطقة محارقة ومحيطها القريب حتى جاءت اللحظة الحاسمة حيث كلف بمهمة بعيدة شاقة تحمل كل الاخطار باتجاه الحدود التونسية لجلب كميات من السلاح لتزويد المجاهدين المرابطين في المنطقة وكان رفقة ( 04 ) من المجاهدين ابرزهم القائد ( التومي عاشور ) والشهيد ( عبد القادر ذبيح ) والمجاهد ( عمر بلواضح ) والمدعو ( عيسى بن بو لرباح والذي حسب الاخبار مازال حيّا يرزق الى حد الان في منطقة بير هني ) الرحلة كانت تحدي كبير للبطل الشاب ورفاقه حيث جابوا كل مدن الشرق مشيا على الاقدام باتجاه الحدود التونسية – الجزائرية ليكون قدر الاستشهاد بانتظار بعضهم وتم القاء القبض على الباقي من الاخوة بوقوعهم في كمين من طرف القوات الاستعمارية الفرنسية في منطقة ( الحدود ) وهم الثلة الصغيرة في مواجهة جيش جرار بكل عدته وعتاده حيث استشهد البطل الشاب ( محمد حديبي ) وهو في العشرين ( 20 ) من عمره بعد عام فقط من التحاقه بالثورة واستشهد معه رفيقه ( عبد القادر ذبيح ) في حين القي القبض على باقي الرفاق بعد ان اثخنوا بالجراح ونفذت ذخيرتهم . . .وكما ختم العقيد شعباني رسالة ( التعزية ) للاسرة الكريمة قائلا . .كل الاجلال والخشوع على روح الشهيد الشاب الذي ادى واجبه كاملا وقدم روحه الطاهرة لكي تحيا الجزائرواننا نعاهدكم بأننا نثأر للفقيد ثأر الرجال ونرد العدوان بالعدوان والصاع بصاعين والكيل كيلين حتى نطهر كل شبر من ارضنا العزيزة وندعو الله أن يحشر الفقيد مع الشهداء الذين وعدهم بجنة الخلود ( انتهى كلام العقيد شعباني ) . . المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .. عاشت الجزائر حرة مستقلة