شكرا
فعقلك الكبير لم يسعفك لملاحظة فراغ الطرقات التي سلكها موكبك إلا منه، ثم وجدت طابورا من المتخلفين ذهنيا و كومة من الطفيليات و المطبلات، دخلت في زفتها، كلمات ترحيب خاوية، و حلويات و مرطبات و مكسرات من خزينة شعب مغبون، و قمت ممتشقا لسانك شكرا و ذكرا لفخامة الرئيس، الذي كان وراء انجاز ثانوية، في مدينة عدد الثانويات فيها بالعشرات، لكن يبقى انجازا تاريخيا، لا محالة سيقلب موازين السياسة الدولية، و يؤثر بشكل مباشر في بورصة نيويورك. نعم تدشين “ثانوية” ليس من مستوى رئيس البلدية، و لا قطعا من مستوى رئيس الدائرة. علي أنا شخصيا كنت أتمنى منكم العمل بالأصول و دعوتم السيد بان كيمون ليرى بعيني رأسه هذا الانجاز الأسطوري.
معالي و فخامة “الوالي” ابشرك بأن بلديتنا قد بلغت الاكتفاء الذاتي في كل ما تحتاج إليه، فلا يغرروا بك لأن تعود الينا ثانية.
صدقني، سيفتعلون شوقا للعق حذائك، مشروع ربط خمسة مسكان بشبكة الصرف الصحي، و سيوجهون لك دعوة لتدشينها…. لا تصدقهم….. فهؤلاء أنفسهم من أكبر شبكات الصرف الصحي في العالم.
فخامة الوالي، أنا لا أكرهك و لست عميلا مدسوسا، كل ما في الأمر أنني مواطن بسيط، أغلقت كل طرقات و مخارج مدينته، من جهاتها الأربعة، فاختنقنا و الله و لولا أن لطف الله و أخرجك من مدينتنا، لسجل التاريخ أن الله أصابها بعذاب فأتى على أهلها، مع أننا مسلمون.
و إن كان ولابد من عودتك فانشر بيانا مثلما تفعل القوات الامريكية، تقوم المروحيات بالقائه على رؤوسنا ثلاثة أيام قبل ذلك حتى نخلي لك المدينة.
مع كل التقدير و الاحترام
فلاح جزائري
