الرئيسية 8 حقيبة بوسعادة السعيدة 8 شخصيات من بلادي 8 *المجاهد الفارس دحماني قويدر بن سعد..رجل المهمات الاستخبارية.

*المجاهد الفارس دحماني قويدر بن سعد..رجل المهمات الاستخبارية.

من مجاهدي منطقة بوسعادة الكبرى..
*المجاهــد الفارس دحماني قويدر بن سعد..رجل المهمات الاستخبارية.
كان أبوه سعد بن عيسى من أعيان قبيلة أولاد خالد وصوتا مسموعا من أصواتها مالا ووجاهة وفروسية ، ومن الواضح أن الابن قد ورث هذه المناقب والخصال عن والده فعرف بها وعرفت به.
درس الحاج قويدر بن سعد في طفولته القرآن الكريم و مبادئ العربية على يدي الشهيدين سي محمد بن لخضر عباسي وسي محمد بن معاش ،وقد تمثلت فيه خصال الرجولة ومعاني النبل والأصالة العربية الحقّة منذ وقت مبكر ، فقد كان قناصا ماهرا ،و فارسا مغوارا، ومتسابقا لا يشق له غبار، كما تميز رحمه الله بالدهاء وحدة الذكاء وقوة البديهة وشدة الهدوء ولحكمة والرزانة والتعقل ، و من صفاته حبه الشديد للعلم ومجالسة العلماء ، وبعد أن فقد والده في مطلع الأربعينيات انصرف الشاب قويدر إلى خلافته في رعاية مصالح الأسرة، والقيام على أمورها،و بحسه الوطني وذكائه المتوقد ظل الحاج قويدر متابعا يقظا لكل ما يجري من حوله من أحداث ، وهكذا فقد كان من بين طلائع الشباب المشارك في النشاط السياسي الوطني الذي شهدته منطقة بن سرور وجوارها في الأربعينيات والخمسينيات.
وقد استفاد المرحوم – بحكم أسفاره وتنقلاته الكثيرة – من شبكة العلاقات العامة التي نسجها مع عدد من الرجال من جهات مختلفة من الوطن ،و ما أن اندلعت الثورة المباركة حتى كان الحاج قويدر من الملتحقين الأوائل بركبها شأنه في ذلك شأن عائلة دحماني المجاهدة التي قدمت للثورة مالها وخيرة شبابها، وكان الحاج قويدر ينشط بصفته مسبلا ضمن اللجان الشعبية المكلفة بالتوعية والاتصال وجمع الاشتراكات، وحسب المجاهد أحمد كربع فقد قام الحاج قويدر بأدوار مهمة منذ بداية الثورة ” وظل هكذا حتى أنيطت به مهمة الاستعلام و الاتصال من طرف القيادة، وسمي “رجل مخابرات الثورة” في هذه المنطقة، و بحكم ما يتميز به من صفات وخصال على المستوى الشخصي فقد كانت له علاقة متميزة، واتصال دائم بمسؤولي قيادة الثورة للولاية السادسة : العقيدين سي الحواس ، سي محمد شعباني، الضباط محمد إدريس ، الطاهر لعجال ، السعيد عبادو ، شريف خيرالدين، وعمار معاليم ،و غيرهم.
وقد تعرض الحاج قويدر أثناء فترة نضاله إلى بعض المواقف الصعبة ، ومنها ما حدث له في شتاء 1961 بمنطقة المشبّك (عين عيشة)حين سقطت للجيش الفرنسي طائرة عسكرية بشكل عرضي قرب خيمته، وكان على متنها بعض الجنود خرجوا سالمين وقصدوا الخيمة للسؤال عن الطريق الذي يمكن أن يسلكوه باتجاه مدينة بن سرور ، وكان قويدر قد انسحب مع رفيقه بن دحمان الميلود من الخيمة قبيل وصولهم ، وبعد أن توارى الجنود عن الأنظار ذهب مع رفيقه إلى الطائرة وأخذوا منها أحزمة وبعض الأشياء البسيطة ، لكن جنود جيش التحرير كانوا لهم بالمرصاد فألقوا القبض على قويدر ورفيقه وشدوا وثاقهما وأخضعوهما إلى تحقيق قاس قصد التحقق من هويتهما لمدة خمسة أيام في ظروف جوية عاصفة وسط ثلوج وأمطار دون أن يفكوا وثاقهما فنال منهما التعب والجوع والبرد وتورمت أيديهما، ولم يتم إطلاق سراحهما إلا بعد أن عرفوا صلتهما بالشهيد دحماني أحمد بن عامر حيث طلبوا حضوره شخصيا وما إن حضر تم إطلاقهما.
وبعد الاستقلال الوطني ظل الحاج قويدر يمارس دوره الوطني والاجتماعي بوصفه رجلا مهما من رجالات المنطقة ،وفارسا مغوارا من فرسانها، وعينا من أعيانها، ولم يتخل عن واجبه ودوره حتى توفاه الله ليلة الاحتفال بعيد النصر 18 مارس 2001 ،رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.
عبد الحميد عباسي
ملاحظـــــــة/ استندت في ترجمة هذا المجاهـد إلى المعلومات المدونة عنه بالمركز الثقافي لبلدية بن سرور ، وقسمة المجاهدين ، وما نقلته عن أسرته ورفاقه .
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏حصان‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: