الرئيسية 8 حقيبة بوسعادة السعيدة 8 شخصيات من بلادي 8 العلّامة الشّيخ نعيم النعيمي الإدريسي الحسني

العلّامة الشّيخ نعيم النعيمي الإدريسي الحسني

من علماء أولاد سيدي نايل : العلّامة الشّيخ نعيم النعيمي الإدريسي الحسني .
• اسمه ونسبه :
هو نعيم بن أحمد بن علي بن صالح النعيم بن أحمد بن النعيم بن عمر بن الهاني بن قسمية بن حركات بن زكري بن سيدي نائل بن عبد الله الخرشفي بن بن محمد بن أحمد بن مسعود بن عيسى بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن محمد بن سيدي عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر العلمي بن علي بن حرمة بن عيسى بن سليمان بن مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن الأمير إدريس الأصغر بن الأمير إدريس الأكبر بن الإمام عبد الله الكامل بن الحسن المثتى بن الحسن السبط بن الإمام علي وبن السيّدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونسبه هذا محفوظٌ و متداولٌ وقد أملاه بنفسه في عدة مجالس له .
ينتسب إلى عشيرة «أولاد حركات» ، وهي بطن من بطون «أولاد سيدي نائل» الأدارسة الأشراف .
• مولده :
ولد في صائفة عام 1327هـ – 1909م ببلدة سيدي خالد ببسكرة من أسرة عريقة النّسب ، ودرس بالزاوية المختارية بأولاد جلال فعكف على حفظ المتون العلمية المعروفة في النحو والأدب والبلاغة والعقائد والفقه، فاستوعب معظمها في مدّة وجيزة ، فتخرَّج من هذه الزَّاوية سنة (1342هـ – 1923م) بعد أن وعى واستوعب ما فيها من علوم .
• الرحلة إلى تونس:
وحين لم يعد يجد من الزَّاوية ما يشفي غليله؛ توجَّه إلى تونس (1343هـ – 1924م) إلى جامع الزَّيتونة ؛ لكنَّه لم يطل المكث بها ولم يواصل الدِّراسة وعاد إلى مسقط رأسه بعد نحو ستَّة أشهر لقلَّة ذات اليد ولعسرة وجدها .
• تجربته الصوفية :
قال الأستاذ بلقاسم النُّعيمي – ابن أخ الشيخ – حاكيًا عنه:”وقد حكى عن نفسه أنَّه مارس التَّجربة الصُّوفيَّة في مدَّة ما مِنْ هذه المرحلة فانقطع عن النَّاس أيَّامًا وأخذ يصوم ويكثر من التَّهجُّد والعبادة” .
• انضمامه إلى «جمعية العلماء» أثناء رحلته:
وحين تأسَّست «جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين» سنة (1931م) اشترك في اجتماعها التَّأسيسي كعضو عامل وتعرَّف على رئيسها عبد الحميد بن باديس وأصبح من دعاتها في ناحية الغرب الجزائري في مدينة الشّلف، وبقي له فيها الأثر الطَّيِّب والذِّكر الحسن في الدَّعوة إلى الله.
• قالوا عنه :
-قال عنه الامام البشير الابراهيمي :
” أمّا الشّيخ نعيم النعيمي ؛ فهو عصامي في العلم ، وحجّة على أنّ الذّكاء والاستعداد يأتيان – مع قليل من التّعليم – بالعجائب . والرّجل مجموعة مواهب ، لو نظّمت في الصّغر ووجّهت ؛ لجاءت شهادة قاطعة على أن لا مبالغة في كلّ ما يروى عن أفذاذ المتقدّمين ؛ فهو يحفظ الأحاديث بأسانيدها – لا على طريقة عبد الحيّ – ، ويحفظ عدّة ألفيّات في السّير وعلوم الأثر والنّحو وغيرها ، ويحفظ كثيرا من متون العلم ، ويجيد فهمها وتفهيمها ، ويحفظ جزءا غير قليل من اللّغة مع التّفقّه في التّراكيب ، ويحفظ أكثر مما يلزم الأديب حفظه من أشعار العرب ؛ قديمها وحديثها ، ومن رسائل البلغاء قريبا من ذلك ، وينظم قطعا من الشعر كقطع الرّوض ؛ نقاء لغة ، وصفاء ديباجة ، وحلاوة صنعة ، وقد أسلس له الرّجز قياده ؛ فهو يأتي منه بالمطوّلات ؛ لزوميّة منسجمة سائغة ، في رويّة تشبه الارتجال ، وهو ثاني اثنين من رجّاز العرب في عصرنا هذا “
-وقال عنه الدكتور أبو القاسم سعد الله -في سياق حديثه عن الأستاذ محمد بن عبد الله المغربي مدير مجلة «دعوة الحقّ» -: «وقد أبدى إعجابه ببعض علمائنا أمثال الشَّيخ أحمد حمَّاني … والشَّيخ المهدي البوعبدلي … والشَّيخ نعيم النُّعيمي (الذي عرفه قبل وفاته) لتبحُّره في علوم الفقه والأخبار».
-وقال عنه الأستاذ محمَّد المهدي بن علي شعيب صاحب كتاب «أمّ الحواضر» :
«كان من بين أساتذة المعهد اللاَّمعين المخلصين؛ فتراه ينتقل بين المعهد وفرعيه «سيدي قموش» و«سيدي بو معزة» في اليوم الواحد مرَّات حتَّى يرى في الطَّريق مهرولاً خوفًا من فوات الوقت المحدَّد، وكان محبوبًا من طرف التَّلاميذ لتواضعه وبساطته وفكاهته اللَّطيفة في حلقات الدَّرس» .
• وفاته:
كان لا يأبه بنفسه ولا يعتني بها حتَّى تعاورته الأمراض فأقعدته ولم تزل به حتَّى وافته المنيَّة سنة (1973م) في قسنطينة ودفن بها وشهد جنازته أمَّة من النَّاس لا يحصون كثرة.
وقد رثاه ممَّن رثاه الشَّاعر محمَّد عاشور بقصيدة منها:
رأينا به شهوقًا لا يضاهى *** ونورًا يستضيء به الشَّباب
وركنا للعلوم به تجلت *** حقائق كان يسترها حجاب
ومنطيقا له الأدب المروى *** جهورا لا يمل له خطاب
ونبعا قد تكاثر واردوه *** ولكن غيض وانتصر السراب
أصيل في العروبة بانتساب *** له العربية الفصحى انتساب
فهل غاب النعيمي فينا حقا *** وتنساه العشيرة والصحاب
إلى أن قال:
فنم في الخلد والرحمات تترى *** ومن رب الوجود لكم ثواب
رحمه الله فقد عاش حميدًا ومات فقيدًا.

About Author

اضف رد

%d مدونون معجبون بهذه: