الرئيسية 8 حقيبة بوسعادة السعيدة 8 ولاية بوسعادة المنسية 8 ماذا خسرت بوسعادة من عشريات التهميش …….

ماذا خسرت بوسعادة من عشريات التهميش …….

أدى حرمان مدينة بوسعادة في أول تقسيم إداري بعد الاستقلال سنة 1974 من ولاية مستحقة لإقليم ولائي تتوسطه وتستحقه بكل المقاييس بشهادة اللجان التقنية والتهميش المتواصل لها ولمنطقتها منذ ذلك التاريخ أي من حوالي 50 سنة مضت إلى حرمان بوسعادة إلى ما لا يقدر من الخسائر المادية والمعنوية ومنها عشرات المؤسسات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إن لم نقل المئات وعشرات الآلاف من مناصب الشغل التي تستلزمها بالإضافة للهباكل القاعدية والطرق المزدوجة والسكك الحديدية التي حرمت منها بوسعادة وكأنها ليست في خريطة الحزائر بالإضافة لكثير من المؤسسات التي تستحقها كالجامعات والمعاهد التي زودت بها مدن كانت قرى وحرمت منها بوسعادة التي ساهمت في نهضة التعليم بالمناطق المجاورة لها والبعيدة عنها بالمعهدين القاسمي بالهامل ومعهد التعليم الأصلي الذي كان مشروعا لجمعية العلماء أثناء الثورة وتم افتتاحه في بداية الاستقلال.

هذه الخسارات الكبرى التي لحقت بالمدينة مست كل القطاعات وأدت إلى تدهور ما كان قائما بها في بداية الاستقلال وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر مجال النقل البري ففي بداية السبعينات كان لبوسعادة أربع حافلات (مان) ألمانية جديدة تربط بوسعادة بالعاصمة ذهابا وإيابا بالإضافة إلا ما لايقل عن العشر حافلات من نفس النوعية الرفيعة التي تربط الوادي و بسكرة بالعاصمة والتي تتوقف إلزاما ببوسعادة لنقل الركاب وبعد خمسين سنة من هذا التهميش المقصود الذي بدأ من الحرمان من ولاية المستحقة كما قدمنا وهذا الوضع البئيس حرم بوسعادة في مجال النقل ما دمنا بصدد الحديث عنه من الطرق السيارة شرق/ غرب وشمال/ جنوب كما حرمها من شبكة السكك الحديدية التي استفادت منها مدنا أقل منها وقرى لم تكن تذكر ونحن لا شك نفرح بهذا ونفخر ولكننا نأسى كل الأسى لما تعامل به مدينة مفصلية معروفة عدت بعيد الاستقلال من مدن القليلة في الوطن التي أوجبت لها الدولة العناية الخاصة بتنميتها تقديرا لأهميتها ونشر هذا في الجريدة الرسمية بعيد الاستقلال. وفي حين وقعت العناية بكل المدن التي خصتها الدولة بالعناية في هذه الفترة المبكرة من الاستقلال فتركزت بها مظاهر التنمية وارتقت كلها إلى عواصم ولايات وعواصم جهوية بقيت بوسعادة على حالها تعاني ما ذكرناه وما لم نذكره.

ما أثار في ذهني كل هذه الشجون هو أن بوسعادة لم تحرم مما ذكرنا من مرافق النقل البرية الكبرى ( الطرق السيارة وخطوط السكة الحديدية) بل حرمت حتى من حافلات النقل التي تربطها بالشمال والجنوب والغرب والشرق بالمدن الرئيسة فيها على الأقل واختفت حافلات المان الألمانية التي كانت مفخرة بوسعادة في السبعينات وأصبح سكانها يفرحون بالإعلان عن حافلة متهالكة مع تقديري لجهد صاحبها الذي بذل ما يمكنه من أجل المساهمة في حل مشكلة النقل بالمدينة. وأصبح هذا الخبر حدثا تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي وتبشر به السكان في مدينة مفصلية بين شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه.


هذا حال بوسعادة عاصمة الولاية السادسة ومدينة الثقافة بعد خمسين سنة من التهميش والحقرة وهذا حال التهميش عندما يجثم على مدينة بأكملها بحجم بوسعادة ويحرمها من مستحقاتها الضرورية لعشريات متتالية فيصبح خط لحافة متهالكة إنجازا بعدما كانت حافلات المان الألمانية تنطلق منها وإليها
يوميا ولا حديث أبدا عن الطريق السيار الأربعاء بوسعادة المقرر من أكثر من عشر سنوات فهو مشروع مجمد ولا حديث أيضا عن السكة الحديدية فهي مشروع قيد الدرس أما عن المطار القائم من وقت الاستعمار. والذي تم تحديثه وتوسيعه والجاهز للاستعمال فحدث ولا حرج. ولا نعرف سبب تأجيل فتحه خاصة بعد أن حث السيد الرئيس مرارا على بدء العمل فيه وتمت الإجراءات التجريبيه فيه منذ مدة ولكنه العمل به يبقى مجمدا إلى أجل لا نعلمه.

 

د.موسى بن جدو

About Author