كانت المدينة العتيقة ببوسعادة أيقونةً شاهدةً على أصالة المكان وعبق التاريخ، وقبلةً للفنانين والسيّاح في عصرها الذهبي. بين أزقتها الضيقة وسقائفها العتيقة، سكنت الحكايات وتوالدت الذكريات، حيث تشهد كل زاوية وكل حارة على ماضٍ مجيد يمتد لأكثر من عشرة قرون.






اليوم، تواجه هذه التحفة المعمارية خطر الاندثار، بعد انهيار العديد من المساكن وتهالك البقية، في ظل غياب جهود الترميم الجادة. كما يعاني السكان من مشاكل التهيئة والربط بالكهرباء والغاز والصرف الصحي.

المدينة العتيقة ليست مجرد بيوت مهددة بالسقوط، بل هي هويةٌ وتراثٌ وذاكرةٌ جماعية، تستحق أن تمتد لها يد العناية قبل أن تتحول إلى أطلال. فهل ستتحرك الجهات المسؤولة لإنقاذ ما تبقى من روح بوسعادة العريقة؟
ياسين مبروكي




