
الطبيعة
لقد اشتهرت بوسعادة مثل بقية المدن الجزائرية التاريخية بفنون العمارة الإسلامية، وشهدت فيها المساجد والبناءات العمرانية نموا ملحوظا، بل وبرزت من خلال هذا العمران أهمية الروح الإسلامية والطراز الهندسي الفاخر، الذي تميزت به مساجد بوسعادة، كما هو حال مسجد زاوية الهامل ذي الطراز المعماري الرائع،ومسجد النخلة والمسجد العتيق الذي بناه الشيخ العالم سيدي ثامر. وقد استعمل البناءون البوسعاديون في عمارتهم وسائل طبيعية كالنخيل والعرعار الذي كان ينمو بجبال المصمودي بجبل امساعد، التي كانت تعتبر الثروة الطبيعية الهائلة التي حفت الثورة التحريرية وضمنت الحماية للمجاهدين نظرا لكثافة أشجارها ومسالكها الوعرة، وعليه فقد وظف معماريو بوسعادة ما لديهم توظيفا موفقا في بناء المساجد التي تقدم النموذج الأمثل في العمارة والبناء الإسلامي بفنونه وزخارفه وطرازه الرائعة، ناهيك عن صناعة الوعي عبر العلوم وفنون التحصيل المعرفي الذي تميزت به بوسعادة عبر تاريخها المجيد، ولا تزال بهذا الصدد مدارس القرآن والزوايا معالما دينية وحضارية وفكرية تشع على المنطقة بعلومها ورجالها، ولا تزال الهامل غارقة في متاهة الزمن وفية لتدريس القرآن المتواصل على مر الأيام منذ تأسيس هذه الهيئة قبل الثورة التحريرية.