نواب
لم يكن أحد من أبناء المسيلة يعتقد بأن نواب البرلمان الذين انتخبهم ذات يوم سيغيبون عنه بهذا الشكل اللافت المفضوح، حيث أن العدد الكبير لنواب الشعب والبالغ عددهم 14 نائبا منهم02 بمجلس الأمة لم يشفع لهم لتقديم أي مبررات حول غيابهم غير الأخلاقي عن الساحة المحلية، باعتبار أن إكتفاء الكثير من السادة النواب بحضور الاحتفالات الرسمية والأعياد الوطنية وغيرها من خرجات الوزراء لا يعد عملا مقبولا إطلاقا،لأن هؤلاء القوم خرجوا من رحم الشعب وقاموا بحملات انتخابية مليئة بالوعود والعهود (طبعا نصفها كذب ونصفها هف)، ويمكن لأي متابع للشأن المحلي وكذا الوطني أن يدرك بدون أي صعوبة عدم تسجيل منتخبي الشعب لأي مواقف جريئة لصالح الولاية والمواطنين الغلابى، ولم نذكر أي مداخلة نارية أو سؤال شفوي ساخن لأحد الوزراء وكأن كل شيء على ما يرام، رغم أن المسيلة بحاجة ماسة للعديد من المشاريع ومليئة بالفضائح وما ظهر منها جزء يسير مما بطن، وهو الأمر الذي جعل ألسنة عامة تتطاول على السادة النواب أين إتهمهم الكثير من أبناء ” عاصمة الحضنة ” بالجري وراء مصالحهم رغم الامتيازات الرهيبة التي حصلوا عليها من مرتبات فوق القمة وتسهيلات وقروض دون فائدة، وحصانة نيابية تحميهم من كل شيء ومن كل متابعة،بما يجعل سعيهم لفائدتهم وذويهم فقط في مرتبة الفعل الحرام.
نواب المسيلة الذي كان يفترض أنهم يتنافسون على الإنجازات المقدمة للولاية و الدفاع عن مطالبها ويتدخلون في كل صغيرة وكبيرة تهم المواطنين الضعاف الذين ليس لهم أكتاف، للأسف اختفوا عن الأنظار،وفضل بعضهم التموقع في الحزب الذي ينتمي إليه عله يصعد في المرتبة إلى مقام وزير، فيما فضل بعضهم ويا للعجب إلى تأسيس جمعيات ينافسون بها الجمعيات المحلية وانخرط بعضهم إلى الأخر في صراعات حزينة مقيتة أخذت منهم الوقت الكامل الذي حرمهم من الالتفات إلى أصوات المواطنين والفقراء، فيما تجدر الإشارة إلى أن عددا من نواب المسيلة بقوا نكرة لا يعرفهم أحد فلا هم شخصيات بارزة ولا استطاعوا أن يفرضوا تواجدهم بقوة أطروحاتهم أو جريهم وراء مصالح عامة الناس، حتى أن المكاتب والمداومات التي وعد الكثير بفتحها بقت مجرد أماني.
المهم أن الأحداث الأخيرة التي أقصت ” عاصمة الحضنة ” من عدة مشاريع لم يحرك مجموع النواب باتجاهها ساكنا دفعت بجملة من التساؤلات الجوهرية والعفوية إلى السطح حول حقيقة الدور الذي يلعبه النواب وممثلوا الشعب الذين سيعودون يوما ما في حملة انتخابية مقبلة ليتملقوا للمواطنين ويشتروا أصواتهم بينما الأجدر بهم تدارك الأمر والتحضير لحصيلة مشرفة قد تقنع بعض البقايا الذين لا يزالون يقتنعون بجدوى الانتخاب والديمقراطية .
عليلي عبد السلام
