في
نشأ وترعرع في أحضان أسرة كريمة ومحافظة من عائلات بوسعادة وتربى بين بساتينها في (أبرينيس) حيث يوجد الجنان الفلاحي للعائلة وتلقى تعليم القرآن الكريم في المسجد العتيق عند سي عبد الرحمان بن حامد وسي بلقاسم بن حوحو، وكان يحضر مع والده حلقات التدريس بالمسجد العتيق ثم بعدها دخل إلى مدرسة سيدي ثامر (لوسيان شالون) سابقا ليزاول الدراسة الابتدائية عند المدير السيد قريمال (GRIMAL) وسي بالمهدي ثم انتقل إلى مهنة النجارة وكذا في الفلاحة (بالجنان) بعدها انتقل إلى المهجر إلى باريس للعمل هناك أين التقى سي ثامر بن شنوف الصديق الحميم في فرنسا وكانو يعيشون مع بعضهم في بيت واحد حيث تعاونوا في العمل النضالي إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية ولم يستطع معظم الشباب الجزائري الالتحاق بالوطن لان الحكومة الفرنسية منعتهم من ذلك حتى بداية سنة 1956 تلقى رسالة من عند أخيه آنذاك بوفاة والده كرميش احمد بن عبد الرحمان حيث استطاع العودة بها إلى الوطن وعند وصوله دعي من طرف مجموعة مجاهدين منهم المساعد عثماني من الاوراس وسي محمد بن سطوف و قدور لبصير وإبراهيم توامة و رويجع احمد من طولقة إلى اجتماع “بجنان قبقوب محمد” كأول لقاء حيث طلب منه أن يلتحق بالواجب الوطني بصفة فدائي لأن فعاليته في المدينة أفضل من العمل العسكري في الجبال وبدا العمل وتنفيذ العمليات والمساعدات والعمل كان في سرية تامة. اعتقل كرميش الدراجي عدة مرات في (القاعة)(ELGAA) حي 19 جوان حاليا وحوش ليهودي وفي كل مرة يتم إطلاق صراحه بمساعدة من قادة الولاية وفي المرة الأخيرة طلب منه الخروج من المدينة لأنه مشتبه به وكان ذالك أمرا صعبا عليه فذهب إلى عين الدراويش بجنان الإخوة عبد المولى ( أولاد التواتي ) لأنه أحد مراكز الولاية السادسة التاريخية وبقي يتناقل وهو على تلك الحالة من “المعذر” إلى “الرمل” إلى أن تلقى اتصال والتحق بجيش الولاية السادسة الناحية الاولى المنطقة الثالثة في سنة 1957 بالزعفرانية ومن الأسلحة التي استعملها في الكفاح “86 فرنسية” ” المّات” matte يستعملونها في الدخول الى المدينة و”الخماسي ألمان” التي يسميها “الغزالة” وكذا “موزار” (mozer) و”الخماسي امريكان” بعدها “القارة” (fusé gara ) إلى الاستقلال شارك في عدة معارك: معركة الزعفرانية – معركة الميمونة – معركة الدبيديبة 1956 –معركة النسافة (بوديرين )1960 –معركة النيسنية – معركة جبل اللبة – معركة جبل امساعد – الشبكة التي استشهد فيها الإخوة عبد المولى – معركة جبل بوكحيل 48 ساعة في الولاية السادسة التاريخية.
حضر معركة جبيل ثامر كان هو وغنتار واعمر الصخري في جبل الزرقة مع الجيش وانتقلو من هناك إلى أن أصبحوا في جبيل ثامر وشعارهم “كلنا الحواس وكلنا اعميروش” بعد ان سمعو على الراديو بان الحواس وأعميروش استشهدوا بقي في صفوف الجيش بصفة الاتصالات والبريد بالولاية السادسة التاريخية من وقت سي الحواس. و في صائفة 1963 خرج من جيش التحرير الوطني وفي سنة 1964 بدا العمل في دائرة بوسعادة إلى ان تقاعد 1985. وشاءت الاقدار ان يتوفى في يوم المجاهد 20-آوت 2012 .
رحم الله الشهداء والمجاهدين في سبيل الله وأسكنهم فسيح جنانه.
“من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”