من
حفظ السّيد عبد القادر ( رحمه الله) القرآن الكريم بالزّاوية التي أنشأها عمه (سي أحمد) بحي الموامين، وكان المشرف على التدريس فيها هو الشيخ محمد الطاهر أمان الله، خريج زاوية سيدي علي الطيار. أنشأ (سي أحمد) هذه الزاوية في الأصل لتعليم أبناء (عائلة بسكر) ذكورا وإناثا، ثم توسعت لتضمّ في صفوفها غيرهم من سكان الحي، وقد تخرج منها الحملاوي بسكر، والميلود بسكر، وعبد الله بلحاج بن سالم ، وبلخير بن سالم وغيرهم.
اضافة إلى حفظه لكتاب الله تعلّم العلوم الدينية في زاوية سيدي عطية من لغة ونحو وفقه، واكتسب ثقافة واسعة مكنته أن يكون من أهل الربط والعقد في مدينته، لخبرته السياسية وإلمامه بشؤون بلدته، وربطته علاقات وثيقة مع معظم أعيان بوسعادة والمناطق المجاورة لها، ومع شخصيات كثيرة أهمها الأمير خالد الذي لازمه منذ أن حلّت أسرته واستقرت ببوسعادة، فقد كلّفت عائلة ( بسكر) السّيد عبد القادر برعاية شؤون أسرة الهاشمي وخدمتهم، واستمرت علاقته به حتى بعد انتقال الأمير خالد إلى العاصمة واستقراره بمنزله بالقرب من ضريح عبد الرحمن الثعالبي، فقد كان الأمير يتردد على بوسعادة لزيارة رفاقه .
شارك السيد عبد القادر سنة 1929م في الانتخابات البلدية ضمن قائمة سمّت نفسها بـ (حزب الشبيبة الناهضة)، تنافست مع قدماء الأعضاء على مقاعد المجلس النيابي البلدي، وحصدت الشبيبة معظمها، وكان من أعضاء هذه القائمة: المسعود بن العمري، وسعد بن بازة، وسطوف بن الحاج العمري، وعبد الرحمن بن محوش، والأخضر بن دحمان بن الحطاب، وعبد القادر بن محمد بن عمار…وغيرهم.
ومع ظهور جمعية العلماء الجزائريين المسلمين سنة 1931م، انضم إليها ونشط ضمن (فرع بوسعادة) الذي كان يترأسه ابن عمه (محمد بن سي أحمد)، وبقي عضوا ضمن الحركة الإصلاحية إلى غاية قيام ثورة التحرير، كما كان من المساهمين في تأسيس المعهد الإسلامي ومتابعة خطوات إنشائه إلى غاية تدشينه .
توفي رحمه الله سنة 1968م ودفن بمقبرة القيسة الظهراوية.
الاستاذ محمد بسكر