يمتد واد بوسعادة كشريان نابض بالحياة، يروي فصولًا من التاريخ والجمال، حيث احتضن على ضفافه المطاحن العتيقة التي شهدت قرونًا من النشاط والحركة. لم يكن مجرّد مجرى مائي، بل كان ملهمًا للفنانين العالميين الذين وجدوا في انعكاس نوره وألوانه مصدرًا للإبداع.
تزيّن بساتين الفاكهة وأشجار النخيل جوانبه، لتُضفي عليه سحرًا يجمع بين عبق الماضي ونضارة الحاضر، فيما تستقطب مياهه العذبة السياح والزوار الذين يبحثون عن لحظة صفاء في أحضان الطبيعة. وبينما يمضي في رحلته، يصب في شط الحضّة، متعانقًا مع جبل كردادة الشامخ، في مشهد يروي قصة الانسجام بين الماء والجبل، بين الهدوء والهيبة.
واد بوسعادة… ليس مجرد وادٍ، بل لوحة طبيعية تحكي تاريخًا ممتدًا بين الحضارة والإلهام.
ياسين مبروكي