الرئيسية 8 حقيبة بوسعادة السعيدة 8 شخصيات من بلادي 8 محمد السبتي… شاعر الهامل ومهندس الكلمة

محمد السبتي… شاعر الهامل ومهندس الكلمة

ضمن سلسلة “شخصيات من بلادي”، نسلط الضوء هذه المرة على قامة أدبية متميزة تنحدر من مدينة الهامل ببوسعادة، حملت الشعر رسالة، والكلمة موقفًا، إنها شخصية الشاعر محمد السبتي.

ولد محمد السبتي سنة 1960 بمدينة الهامل، في أحضان أسرة محافظة، عايشت أحداث الثورة التحريرية المباركة. التحق منذ الصغر بالكتاب، حيث حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم، وتعلم أصول اللغة العربية على يد الشيخ الحاج سليمان دحية.

واصل تعليمه الابتدائي بمدرسة خذاري عمر، ثم انتقل إلى متوسطة وثانوية زيري بن مناد، قبل أن يلتحق بـ المعهد التكنولوجي للتربية ويتخرج معلّمًا بولاية الجلفة، مزاولًا مهنة التعليم التي اعتبرها رسالة نبيلة وأمانة سامية.

عرف عنه نبوغه المبكر في اللغة والأدب، وحفظه لأمهات القصائد في مختلف العصور، ما جعله أحد أبرز الأصوات الشعرية في منطقته. جمع بين الشعر الفصيح والملحون، وامتلك أسلوبًا فنيًا مميزًا، حيث تتحول كلماته إلى أهازيج تطرب السمع وتحرك الوجدان.

انتقل للإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنتين، لكنه لم ينقطع عن عشقه لوطنه ولا عن قلمه، فواصل كتابة القصيدة، والمشاركة في الملتقيات والمهرجانات داخل وخارج الوطن.

من أعماله:

  • ديوان شعري بعنوان: عروس العشق (قيد الطبع)

  • ديوان مآثر الأجداد (قيد الطبع)

  • أنشد من كلماته منشدون وفنانون، أبرزهم:

    • أحمد هدروق

    • المرحوم زميرلي مصطفى

نال عدة جوائز وأوسمة، واعتُمد كضيف دائم في فعاليات أدبية وثقافية داخل الجزائر وخارجها، لما يتمتع به من موهبة وقدرة على التعبير عن الهوية الوطنية والروح الإنسانية.

يقول في أحد نصوصه:

“لِقلبك أبوابٌ ضاحكاتٌ
أنارت دروبًا للبائسين…
وتحرس ليالِيَ الصحارى
وتُذيب ثلوجي… لتسقي مروجِي”

وفي قصيدة ملحونية بعنوان نشوة روح، يناجي فيها ربّه:

“يا ربي من غير فضلك وين انروح
في دارك الباقية نجني الأرباح”


بهذه المحطة الشعرية، نكون قد تعرفنا على إحدى الشخصيات الأدبية الفريدة التي أنجبتها منطقة الهامل، رجل جمع بين الرسالة التربوية والإبداع الأدبي، وارتقى بالكلمة لتكون سفيرًا للجمال والمعنى والروح.

✍️ إعداد: بوسعادة أنفو

عن كل الاراء تعبر عن أصحابها ولا تعبر عن موقعنا

اضف رد

جميع الحقوق محفوطة لموقع بوسعادة انفو 2009 .. 2025