شخصيات علمية بوسعادية.
الأديب عبد القادر عماري(07).
نفتح هذه الاطلالة الجديدة، على شخصية علمية برزت بنشاطها المعرفي والثقافي بداية من العقد الثالث من القرن العشرين،
• الشّيخ عبد القادر عماري المعروف بـ( ابن عمار)، ولد ( بعازوڤة) العمامرة، بحي الموامين الغِرابة، وتعلّم مبادئ العلوم على شيوخ بلدته، و تمّكنَ من مجاميعها بعصاميته في تحصيل الثقافة والفكر والأدب.
• عُرف رحمه الله بفصاحة اللسان، والقدرة على الخطابة، وسهولة تقريض الشعر. تولى منصب الخطابة بجامع الموامين ، وانخرط مبكرا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فدافع عن مبادئها، ونشر أفكارها.
• يعدّ من الأدباء والخطباء المفوّهين، ويكفى أنّ الشّيخ محمد العاصمي وصفه بـ(البارع)، لمّا سمع خطابه بمناسبة المهرجان الذي أقامه أهل البلدة احتفاء بإشهار الفنان (إتيان دينيه ) لإسلامه، وممّا قاله العاصمي في مقاله بمجلة الشهاب [138/1928م] ((..وممّا تلقيناه من الأديب السيد أحمد بن مزوز المتخرج من الزاوية الهاملية القاسمية، تعلم أن ّالذي افتتح حفلة التكريم هو فضيلة المدرس الرّسمي السيد ابن الحاج، وكانت كلماته التي ألقاها في الاسلام هي السحر الحلال، ثم ألقى خطابا مؤثرا حضرة إمام مسجد الموامين البارع السيد عبد القادر بن عمار..)).
• وأشارت اليه جريدة الاصلاح في عددها (13/1930م)،أثناء تغطيتها مراسم جنازة إتيان دينيه، التي حضرتها وجوه أدبية وعلمية كثيرة، من بينها: الشاعر مفدي زكريا، والمؤرخ أحمد توفيق المدني، والطيب العقبي، والشّيخ ابراهيم بن الحاج عيسى صاحب جريدة (ميزاب)، وقد ألقى الشيخ ابن عمار كلمة مثّل فيها أهل بوسعادة، وصفتها جريدة الإصلاح بقولها: وخطاب السيد( عبد القادر بن عمار) من تجار بوسعادة وأعيانها وأدبائها.
• كان رحمه الله من الكتّاب المتميّزين في مجلة الشهاب- رغم قلّة المواضيع التي نشرها- وأحد المروّجين لها في بلدته، يدافع عن منهجها، ويرى بأنها من أسباب النهوض الذي دبّ في القطر الجزائري، قال عنها [ في مقال نُشر له في العدد 119، من سنة1927م تحت عنوان” كلمة حق وأداء واجب “]: (( ….أحيّت ما اندرس من العلوم الحقة، وأنارت بصائر كثير من الأدباء، وجعلت ضالتها إحياء السنن، وإماتة البدع، وشفّعت ذلك بإرادتها تهذيب الأخلاق، فهي والحق يقال، تبث نورا ساطعا في الناشئة الجزائرية، وتنشد تربية نزيهة على وجه يكون فيه الضّمان الكافي لحياة الجزائر حياة أدبية تهذيبة)).
• توفي رحمه الله سنة 1969م، ودفن بمقبرة القيسة. .
كتبه الأستاذ: محمد بسكر.