من
——————————
الزاوية العزوزية بمدينة سيّدي عامر مسيرة أكثر من قرن وأربعين سنة من العطاء والاشعاع العلمي ( أسست سنة 1872 م ) :
بعد قطع مسافة تقارب 50كلم غرب مدينة بوسعادة ومرورا على مدينة سيدي عامر وصلنا إلى ” بلعروق ” .. وهو مكان ساحر بهدوئه الطبيعي تحيط به مزارع الحبوب والمراعي المتميزة .. حيث جلبت انتباهنا أثار توحي بعظمة الدور التاريخي والأهداف السامية وقد شيدت بجانبها منارة العلم بمخطط متواضع وبهندسة تعبر على العصامية والتحدي ..
ترددنا قبل أن نقف لحظات للتأمل ثم بكل جرأة اقتحمنا المكان فكانت المفاجأة الكبيرة حيث إستقبلنا الشيخ لخضر فرزولي بحفاوة وكرم و بعد التحية والسلام والتعارف وتبادل أطراف الحديث جلب انتباهنا ذكاء الشيخ وقوة ذاكرته وهو يسترسل أحداث التاريخ الهامة التي مرت عبر هذا المكان المقدس فكانت الفرصة متاحة معه للتعرف على الزاوية العزوزية منارة العلم التي تتحدى كل الظروف وتأبى إلا أن تستمر في أداء دورها خدمة للعلم والدين والوطن .
1 / النشأة والتأسيس :
———————–
تأسست الزاوية على يد الشيخ العلامة عزوز بن محمد فرزولي في بلعروق بمدينة سيدي عامر ولاية المسيلة سنة 1872م وذلك بمباركة وتزكية الشيخ العلامة علي بن عمر شيخ الزاوية العثمانية بطولقة .
وتذكر الروايات بأن شيخنا المبجل كان ينوي تشييد الزاوية في منطقة ” الفائجة ” لكن تم تحويل المكان إلى بلعروق بعد رؤيا صالحة .
بعد الانتهاء من البناء شرعت الزاوية في تحقيق أهدافها السامية والتي من أبرزها تحفيظ كتاب الله ونشر العلم والمعرفة في هذه البوادي المتواضعة بخيراتها والتي توفر الحد الأدنى من شروط العيش الكريم لأبنائها الذين عانوا الكثير من ظلم وويلات الاحتلال الفرنسي .
كما كان لها دور خيري نبيل تمثل في إطعام عابري السبيل و الفقراء والمساكين وكانت المكان المفضل لعقد جلسات الصلح بين الأفراد والجماعات أما شيخ الزاوية الأول وبفضل هذا العمل القيم فقد ارتقى لرتبة ممثل العرش لدى الزوايا و الأعراش الوطنية .
2 / شيوخ الزاوية :
——————
الشيخ العلامة عزوز بن محمد فرزولي :
ولد عام 1850م وسط عائلة متدينة ومتعلمة وقد حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد معلمه ووالده الشيخ محمد بن أحمد وهو صاحب المبادرة النبيلة والمؤسس ، توفي سنة 1920م .
الشيخ محمد فرزولي :
هو من أبناء الشيخ عزوز لعب دور كبير في مواصلة تحقيق أهداف والده
ووافته المنية عام / 1966م .
الشيخ المسعود فرزولي : ( 1926 – 1997م )
كان شخصية هامة محلية و وطنية بدأ مشواره العلمي بحفظ كتاب الله على يد أخيه بن مالك ثم انتقل لينهل أصول العلم في زاوية الهامل ومنها انتقل الى زاوية طولقة ليحضى بمواصلة طلب العلم على يد الشيخ سي محمد الدراجي وبعد تسع سنوات من الجد العلمي عاد ليتولى بنفسه الاشراف على الزاوية والتعليم في سرية بعيدا عن أعين الاحتلال وعند اندلاع الثورة سارع للانخراط في صفوف مسبلي جبهة التحرير ملبيا لنداء الواجب الوطني ولما كان كثير النشاط الجهادي كشف أمره من طرف سلطات الاحتلال وتلقى عقوبات جد قاسية حيث قام جنود الاحتلال بحرق كتبه ومخطوطاته وسجن وعذب في احدى ثكنات المستدمر الفرنسي .
وبعد الاستقلال نجح في مسابقة القضاة الشرعيين و عينه رئيس الجمهورية (هواري بومدين ) قاضيا شرعيا لكنه ولأسباب نجهلها رفض هذه الوظيفة وعاد للإشراف على الزاوية .
الشيخ بـركات فرزولي : إمام الزاوية خلفا لوالده الشيخ المسعود .
الشيخ لخضر فرزولي : تولى الاشراف على الزاوية عام 2005م ولعب
دورا هاما في اعادة ترميم الزاوية وتعميرها والمحافظة على آثارها .
3 -المشايخ والدعاة الذين درسوا في الزاوية :
————————————————
الشيخ جربوعي محمد / معتمد الشؤون الدينية لدائرة سيدي عامر
الشيخ بلعيطر عبد القادر / امام المسجد العتيق بسيدي عامر
الشيخ طالب عبد الرحمان إمام خطيب بالعاصمة
الشيخ كمال عمر إمام بمدينة بسكرة
الشيخ بن قطاف محمد إمام خطيب بالعاصمة
الشيخ بلخيري مصطفى إمام خطيب ومعتمد بدائرة دار الشيوخ لولاية الجلفة
الشيخ الزاوي قدور إمام خطيب ببلدية عين أفقه ولاية الجلفة
الشيخ جربوعي عبد القادر إمام خطيب بالمسيلة
الشيخ نعمي بطاط إمام خطيب بسيدي خالد .
الشيخ فرزولي بـركات إمام خطيب بسيدي عامر .
وغيرهم كثير …
/ أهداف الزاوية حاليا :
———————-
تسعى الزاوية حاليا الى مواصلة تحقيق دورها العلمي الديني الذي تأسست من أجله ويطمح المشرفون عليها الى تحويلها الى معهد للعلوم الشرعية بنظام داخلي واستقبال الطلبة من كل أرجاء الوطن لحفظ القرآن الكريم و الإلمام بجميع العلوم الدينية بالاعتماد على تكنولوجيات العصر من إعلام آلي و أنترنات للتواصل مع كل الزوايا والمعاهد الإسلامية عبر الوطن و العالم وهي تنتظر من الدولة و المحسنين دعمها ماديا ومعنويا لتحقيق غاياتها السامية .
بارك الله في كل القائمين على الزاوية من مشايخ ودعاة ورحم الله المؤسسين وجزاهم الله عنا وعن الاسلام كل خير .
