من وثائق الأرشيف الفرنسي للمقاومة الشعبية بمنطقة بوسعادة سنة 1849.
رسالة إلى جنرال مقاطعة البليدة.
موضوع : أولاد عامر.
قضية : بوسعادة.
لي الشرف أن أعلمكم أني استلمت رسالتكم تحت رقم : 395، والمتعلقة بمساعدتكم ودعمكم ضد أولاد عامر.
ولأن السيد الكولونيل كونروبير Canrobert يسير مبتعدًا عن أومال (سور الغزلان) وتواجهه عدة مشاكل في المهمة الموكلة إليه. وإني على استعداد تام للإجابة عن كل الاسئلة التي ستطرحونها عليّ وذلك استنادًا إلى المعلومات التي تحصلت عليها حول الموضوع.
– إن الدعم الموجه ضد أولاد عامر كان ضروريا لتأمين الحامية العسكرية ببوسعادة. ونظرًا للظروف الخطيرة التي وقع فيها الجنود الفرنسيون ببوسعادة والتي أدت بهم إلى طلب الإغاثة والعون لحماية الجنود من هجوم أولاد عامر.
– ونظرًا للظروف الصعبة التي نواجهها فليس من المعقول أن نسمح بانتقال ثورة قبائل الجنوب إلى التل والقبائل.
– كما أعلمكم أنه ليس من المتوقع أن يندمج أولاد عامر مع الفرنسيين، فهذا أمر بعيد المنال.
– وحسب المعلومات التي وردت إلينا فإنه يجب البدء في التحضير لدعم الملازم جارمس بالرجال والخيل والمؤونة، ومن جانب آخر فإن كل رفق أولاد عامر كانت في بوسعادة. وأما نائب القايد فهو صديق أولاد عبد الله غير قادر على مواجهة الضابط الفرنسي وجنوده.
– وبهذا التصرف يعترف بنفسه بإجرام أولاد عامر وقبولهم الثورة.
– وأن أولاد عامر ينفرون ويعادون القبائل الموالية لفرنسا وقد هاجم فرسانهم هذه القبائل، وهذا يقتضي منا أن نبعد قدر المستطاع أولاد عامر عن هذه القبائل حتى لا تتعرّض للهجوم مرة أخرى.
– سيدي الجنرال هذه هي الأسباب التي جعلت الكولونيل كونروبير يهاجم أولاد عامر، لكن نتأسف أن هذه المحاولة باءت بالفشل. والقوم الذين شاركوا في هذا الهجوم رجعوا محبطين نفسيا لإحساسهم بعدم القدرة على أخذ ثأرهم من أولاد عامر.
– كما أعلمكم أن أولاد عمر بن فرج ، وأولاد فكرون وأولاد بولفعة (من أولاد عامر) وابن شبيرة خرجوا من المدينة قبل بضعة أيام. وبعض الفرق من المدينة قد استسلمت ، ودفعت غرامات للمقراني ، ورغم ذلك لازلنا حذرين منهم، ولازالت الاتهامات متبادلة بين أحياء بوسعادة.
مصدر الوثيقة : ANOM, GGA 20 II/20, p : 56-57
للمزيد انظر : سعيد النعمي،
مقاومة أولاد عامر للاحتلال الفرنسي
، دار الخلدونية، ط 1، 2019، من ص : 86 إلى ص 106.