الرئيسية 8 حقيبة بوسعادة السعيدة 8 فيسبوكيات بوسعادية 8 قراءة في مقال بين المواطنة ..والعرش

قراءة في مقال بين المواطنة ..والعرش

وكلٌ يدّعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقرّ لهم بذاك ..
.
الذي وضع بنود قانون الانتخاب الحالي، كان يتوقع تماما النتيجة كما نراها الآن ..
في دول المواطنة ، حيث لا ولاء للعرش أو القبيلة، تؤدي جمعيات المجتمع المدني بكل مشاربها دور التمثيل الشعبي للمدينة أو المحافظة، وتساهم بشكل كبير في تقديم المترشحين لآية انتخابات من بين الأكفأ و الأقدر على التمثيل و تزكيتهم و دعمهم ..مما يهيئ لهم أسباب النجاح، سواء كانوا مستقلين أو منضوين تحت راية أحزاب ..
.
الذي حدث عندنا ، أن قانون الانتخاب فكك القبيلة في محاولة للانتقال الى مجتمع المواطنة الذي يصبح الفرد ينتمي الى المدينة، الى النسيج الاجتماعي المتعدد المتعايش، فلم يعد هناك مرشح إجماع يلتف حوله العرش ، ولا أدلّ من عدد المترشحين من العرش الواحد في قوائم شتى ..
.
– 42 مترشح من عرش
– 32 من عرش آخر
– والبقية بين 05 الى 16 مترشح
.
بدا الأمر كما لو أنه لعبة تجريب حظ ، طمبولا ، رهان ..يكفي أن يلتقي إثنان في مقهى ، و يطرحان فكرة إنشاء قائمة، ثم يسعيان لذلك …حتى وصل الأمر الى 46 قائمة، دون احتساب التي ألغيت في آخر لحظة ..كما وصل عدد المتنافسين على المقعد الواحد إلى 58 مترشح ..وكان يمكن أن يكون أكثر ..
.
عجز العقلاء على إجبار بعض المترشحين من العرش الواحد على التنازل لفائدة مترشح رأوا فيه الأوفر حظا ، وكل تمسك بخيط دخان رأى فيه أملا يوصله الى قبة البرلمان ..كل المحاولات فشلت ..وكل يرى في نفسه (وحدو يضوي لبلاد) وهو الاحق والاجدر ..
.
والادهى أن يترشح اثنان من نفس العائلة ، كل منهما في قائمة ..
.
تفككت العروش، وتفككت العائلات ، كل ذلك في غياب مجتمع مدني له جمعيات ومنظمات قوية وفاعلة في الميدان، يمكنها أن تفرض مرشحيها وتنافس بهم في وجه الأحزاب التقليدية ..
.
تاه المواطن في زحمة القوائم، وفي زحمة التجمعات والولائم ، وأصبح المواطن نفسه يرى في كل التجمعات ، يملأ القاعات …
.
وتحدث (اكثر من في القوائم ) للناس بلهجة النائب البرلماني ، وليس بلهجة مترشح طامع في نيل ثقة الناخب ..وكانت الوعود تلك الوعود ..
.
والنتيجة …
.
نجحت الأحزاب التقليدية بمترشحين من خارج المدن الكبرى للولاية ، مترشحين بعضهم لم يكن يتوقع نجاحه ..ونجحت بعض الاعراش نسبيا في الالتفاف حول واحد او اثنين من عشرات المترشحين ..
.
كل ذلك يدعو إلى قراءة واعية للواقع الجديد الذي افرزه قانون الانتخاب الحالي …الفرصة مواتية في الانتخابات البلدية و الولائية لتصحيح الاوضاع، وإن كنت أتوقع أن ما حدث سيتكرر وبشكل أسوأ مما كان عليه في هذه الانتخابات ..فالوعي ما زال بعيدا ..
.
المكسب في هذه الانتخابات أن :
– ان المال الفاسد الذي كان يشتري الذمم قد اختفى ..او على الأقل تراجع الى حدود دنيا ..
– و ان التزوير ايضا تراجع ( باستثناء حالات قليلة جدا ) .
– وأن في قادم الانتخابات لن تكون الكلمة لا للعرش ولا لأهل المدينة ..وان الممثل سيكون للولاية فعليا و ليس للدوار ..
.
وعلى الذين لم يوفقوا ، أن لا ييأسوا ، وأن يدركوا أنهم قد يكونون أجدر و أكفأ ممن فازوا ، لكنهم ضحايا الزدمة الكبيرة على الترشح، وعقلية النفاق و تبدال الفيستة في اخر لحظة التي مست الفرد قبل ان تمس احزاب التجوال السياسي ، وانهم ضحايا تجربة لم يكن المجتمع واعيا بها كما يجب ..لذلك كان العزوف كبيرا ..دون اغفال حالة اليأس التي خلفتها التراكمات السابقة ..
.
والله المستعان ..
عبد الكريم البوسعادي
.

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: