استشهاد بطولي
بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة وكتابة بطولات المجاهدين وخاصة بوسعادة ومنطقتها
قصة رائعة لم تكن معلومة عند الكثير من سكان بوسعادة عن الشهداء الثلاثة بالرملاية (ساحة الامير عبد القادر اليوم) سنة 1957م …الشهداء هم
– شيخاوي اسماتي بن محمد
– رحموني احمد بن محمد
– لبصير زيان بن بنجدو
حكى لي مؤخرا السيد “شيخاوي الربيع” ابن الشهيد اسماتي قصة مذهلة لبطولة والده لحظة استشهاده لم يكن – يعطي لها اهميتها – كان شابا لم يتعلم وهمه صورة فقط لأبيه . يقول
سنة 1972 وعمره تجاوز الخمسة والعشرون سنة, كان يتدرب كميكانيكي بالقيسة , جاءه صاحب سيارة صغيرة لإصلاحها واثناء الحديث سأله ” ابن من انت؟ ” فأجاب بكل عفوية “انا ابن الشهيد اسماتي” …تأثر السائل وقص للابن هذه القصة التي بقي الشاهد الوحيد عنها …
هذا الشخص كان (لابس ) مع الجيش الفرنسي ..قال ” كنا (العساكر الفرنسية) في ثكنة “حوش اليهودي” حتي جاءنا الامر بالاستعداد عند منتصف الليل واخراج المساجين الثلاثة للإعدام . فأخرجناهم الى فناء الثكنة وعند اخراجهم قال الشهيد “رحموني” (وكان يفهم اللغة الفرنسية) بعدما سمع الجنود, لرفيقة “اسماتي” ( ياخالي راهم رايحين يعدمونا ) في تلك اللحظة سقطت بندقية رشاش الجندي الحركي (وهو من الغرب الجزائري) امام ” اسماتي ” فأخذها بسرعة البرق ورمى الجنود الفرنسيين الذين كانوا امامه بجانب سيارة “جيب” فقتل منهم “خمسة” ففي نفس اللحظة اطلق الحارس من اعلى موقعه الرصاص على المساجين الثلاث استشهدوا على الفور . وبقي الحاضرون من الجنود الفرنسيين والحركى في ذهول مما وقع . ثم حضر المسؤولون وقرروا عرض الشهداء بساحة ( الرملاية ) لتخويف الناس واخفاء ما حصل.
عند طلوع النهار وجد سكان حي “اولاد احميد” خاصة والدشرة القبلية اولادهم شهداء وجثثهم مشوهة بمرور سيارة “جيب” عليهم انتقاما .
يقول هذا العسكري (وصاحب السيارة لابن الشهيد ) الله يشهد علي انني اردت تغسيلهم بمسجد لموامين ولكن القائد العسكري منعني واخذنا – منتصف النهار- الى مقبرة “طريق الجزائر” وحفرنا حفرة بجانب القبة (الموجودة الان) ودفناهم مع بعض .
خلاصة ….ما لم يكن معروف حتى عند المجاهدين بطولة “اسماتي” واستشهادم ابطالا بعدما قتل خمسة من الفرنسيين .
الاستاذ السعيد حبيشي